Sunday 29th August,200411658العددالأحد 13 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

الرسائل المتبادلة بين الشيخ جمال الدين القاسمي والشيخ محمود شكري الألوسي الرسائل المتبادلة بين الشيخ جمال الدين القاسمي والشيخ محمود شكري الألوسي

جمع وتحقيق: الشيخ محمد بن ناصر العجمي قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف
فن المراسلة فن ممتع حقاً لا يخلو من طرافة وعذوبة، ولاسيما إذا كان بين اثنين بارزين لكل منهما قدره الذي لا يجهل من المعرفة والعلم، ومن شأن هذه الرسائل المكتوبة بينهما أن تبقي لنا محصلة ثقافية نافعة، وهذا الفن له شروطه وأسسه الخاصة به، وهو فن تظهر فيه شخصية الكاتب على حقيقتها وطبيعتها التي فطرت عليها، واهتم العلماء من قدامى ومحدثين بهذا النوع من الرسائل، فصارت جل اهتمامهم، ومحض عنايتهم، وخلفوا لنا علماً جماً، وفوائد عظمى، أودعوها رسائل خاصة بهم، هي مفتاح شخصياتهم، فمن خلال أسلوب الرسالة تكتشف شخصية محررها، لأنه يطلق فيها النفس على سجيتها، وكما يقول البلاغيون والمتأدبون:
الأسلوب هو الرجل، فمن خلال أسلوبه تتضح ثقافته وعلمه ومعرفته، وقد وجد المتأخرون في هذه الرسائل معارف شتى مما حدا بهم إلى ضمها بين دفتي كتاب يحفظها ويخلدها، وكان من هؤلاء المتأخرين الشيخ محمد بن ناصر العجمي - حفظه الله ورعاه وسدد في سبيل التراث خطوه وخطاه، حيث اتحفنا برسائل متبادلة بين علمين فاضلين الأول هو الشيخ جمال الدين القاسمي والثاني الشيخ محمود شكري الألوسي، وقد طبعت هذه الرسائل في مجلد فاخر الغلاف، تزينه صورة جامع السنانية بدمشق الذي أمَّ الناس فيه الشيخ جمال الدين القاسمي.
والطبعة التي بين يدي الآن صادرة من دار البشائر الإسلامية الكائنة ببيروت لبنان عمرها الله تعالى، وهي الأولى لعام 1422هـ، وقدم للكتاب أعلام بارزون، أولهم: الشيخ الفاضل سليل العلماء الأماثل محمد سعيد القاسمي، وثانيهم: العالم الفقيه الشيخ أحمد بن عبدالله بن حميد، وثالثهم: الأديب المؤرخ أحمد بن علي المبارك - حفظهم الله ورعاهم .
ومقدمة المؤلف احتوت على كلمات جميلة أسوقها نظراً لسلاستها وطرافتها جاء فيها ما يلي: (فهذه قارورة عطر عبقة من ذهب خالص، وهي لون طريف من التأليف في أدب المراسلات بين العلماء، فإنها من سننهم المطروقة المحبوبة، وهي بين علمين من أئمة القرن الماضي كان لهما دور في نشر العلم وكتبه، وقد كان كل واحد منهما جامعاً للعلم، وبانياً للعلياء والمجد لابساً ثوبهما، كلفاً بهما يحب الحق ويدعو إليه)، واشتملت مقدمة المحقق الفاضل على الإشارة إلى محتوى ومضمون هذه المراسلات وهي كما سردها المحقق التالية:
- التواصي بالحق والدعوة إليه.
- اشتملت ديباجة كل رسالة من رسائلهما على معرفة قدر كل واحد منهما للآخر، واحترامه له.
- السؤال بإلحاح عن كتب ورسائل شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى.
- المذاكرة في الكتب عموماً ونوادرها وما نشر منها.
- كشفت هذه المراسلات عن صفحة مشرقة لمن يقوم بتمويل وطباعة هذه الكتب والإنفاق عليها.
- ذكر ما لقي كل واحد منهما من أعداء الإصلاح والوشاة وسؤال كل منهما عن الآخر.
- السؤال عن الإخوان والأصحاب كالشيخ محمد رشيد رضا والشيخ عبدالرزاق البيطار.
- التوجع لأحوال المسلمين وبلادهم وتقهقرهم.
- ثناء الألوسي على مؤلفات القاسمي.
- الحرص الأكيد على رد الجواب من كل منهما مع الاحتفاء بهذه الرسائل والعناية بها.
هذا وينحصر عمل المحقق الفاضل الشيخ محمد بن ناصر العجمي في الأمور التالية:
- تنسيق الرسائل وترتيبها وترقيمها.
- ترجم للأعلام الواردة أسماؤهم في الرسائل.
- عرّف بالكتب والمجلات الواردة في نص الرسائل.
- أورد صور الوثائق وعناوين المخطوطات الواردة في نص الرسائل.
وأخيراً أورد رسالة من الشيخ محمد بهجة البيطار يذكر فيها وفاة القاسمي وتعزية الألوسي وهذه الرسائل حظيت باهتمام بالغ من قبل محقق الكتاب، حيث ترجم لأعلامها ووثق معلوماتها وخدمها بفهارس سهلت التعامل مع الكتب، والبحث فيه، حيث وضع عدة فهارس جاءت على النسق التالي:
فهرس الآيات القرآنية، وفهرس الأحاديث النبوية، وفهرس الأشعار وفهرس الأعلام، وفهرس الكتب والدوريات وفهرس الأماكن، وأخيراً فهرس المحتوى، وطرز الكتاب بثبت المؤلفات لمحقق الكتاب، فزادته جمالاً وحسناً واختيالاً وهذه الآثار ما بين تحقيق وتأليف وصلت إلى تسعة وثلاثين كتاباً كما جاءت مسرودة في آخر الكتاب.
حفظ الله أعلام الكتاب جميعهم من قدامى ومحدثين خطباء ومحققين ومازال عطاؤهم ثراً وينبوعهم متدفقاً في خدمة التراث وأهله.

عنوان المراسلة ص. ب (54753) الرياض (11524)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved