(حالة جدة)
17 ربيع الأول 1343هـ - 6 جمادى الآخرة 1343هـ
15 أكتوبر 1924م - الأول من يناير 1925م)
للدكتورة دلال بنت مخلد الحربي
الرياض: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة - ط1
تغطي هذه الدراسة التي تقع في 180 ورقة مجمل أحداث خالية من المعارك المفصلية أو الكبيرة، وتبلغ ما تغطيه من الزمن بعدد من الأيام 79 يوماً، ومع ذلك أجهدت الباحثة نفسها وناقشت مجمل الأحداث وغاصت في الكثير من المصادر التي كان لابد منها للخروج بمثل هذه الدراسة، وقد نهجت الباحثة في هذه الدراسة القيمة إلى أن جعلت منها أنموذجاً لغالبية الأحداث التي مر بها هذا الوطن الكبير الذي ننعم تحت ظلاله، لهذا كان مع قصر المدة الزمنية التي تغطيها الدراسة إلا أن الباحثة استطاعت أن تغطي مجمل المصادر والتي تميز بعضها بكونها ضمن المصادر التي تعرف بأنها ليست مظان البحث أو ما يعبر عنه بغير المظان المتوخاة.
وقد عبّرت الباحثة في خطة دراستها بكلام علمي ذكرت فيه أن عموم من تعرض لتاريخ المملكة كانوا يتناولون جميع أحداثها بالشمولية دون الخوض في التفاصيل أو كما عبرت به بقلمها حين قالت: وقد تعرض لهذه الفترة العديد من المؤرخين والباحثين فتناولوها بشكل شمولي ولم يوفوها حقها من الدرس والتمحيص. وهي بهذا الكلام قد وضعت نفسها في خانة مهمة وهي أن تنهج منهجاً مغايراً لما سبقها من الباحثين فكانت كذلك، وقد أرجعت الباحثة أسباب عدم تناول أحداث هذه الفترة بشكل سليم إلى (أن المعلومات التي تتعلق بها متناثرة يأتي بعضها في ثنايا أحداث أخرى، إلاأنها في مجملها غزيرة وتحتوي على مادة حافلة تسهم في توضيح جوانب ذات علاقة بأحداث تلك الفترة).
أعود الى الدراسة نفسها وأقول إن الباحثة قسمتها إلى خمسة مباحث سبق المبحث الأول خطة الدراسة وموضوعها مع أهميتها وأهدافها، ثم حدودها الزمنية والمكانية ثم الدراسات السابقة ومصادر الدراسة ومسارها، ثم التمهيد الذي يسبق الدراسة نفسها.
أما المبحث الأول فكان تحت عنوان: (ضم مكة واستراتيجية الانتظار)، تناولت فيه الباحثة كيفية دخول مكة وما سبقه ثم لماذا لم يتقدم الملك عبدالعزيز وجيشه المنتصر إلى جدة بعد خروج الملك علي وقبله الشريف حسين من مكة.
أما المبحث الثاني فكانت تحت عنوان (وضع حكومة سلطنة نجد وملحقاتها في مكة)، وتناولت ذلك وفق ثلاثة محاور هي:
1- الإجراءات العسكرية.
2- المشكل الاقتصادي.
3- التعبئة العسكرية.
أما المبحث الثالث فكان عنوانه (وضع حكومة الملك علي في جدة)، وشمل أيضاً ثلاثة محاور هي:
1-تحصين جدة.
2- تعزيز الجيش (عدداً وعتاداً) وتهيئة القوة النظامية.
3- العجز المالي وتردي أوضاع جيش الملك علي.
أما المبحث الرابع فكان عنوانه (المواجهة الإعلامية بين الطرفين).
ثم أخيراً المبحث الخامس وكان عنوانه (وساطات الصلح ونتائجها) وجاء تحت محورين هما:
1- الوساطة المؤسساتية.
2- الوساطة الشخصية.
والأخيرة منها شملت وساطة أمين الريحاني، ثم فشل وساطة الريحاني وإعلان قرار الحصار.
وفي الختام، النتائج ومصادر الدراسة وملحقين بالخرائط والوثائق، ثم كشاف عام للكتاب.
والدراسة في مجملها دراسة جادة وجديرة إلى أن تحذو الباحثة أو غيرها حذوها في محاولة دراسة كثير من قضايا الجزيرة وتصغير دائرة البحث ليكون التناول عميقاً ودقيقاً وشاملاً لجميع التفاصيل دون الخوض في العموميات، وهذه الدراسة تذكرني بدراسة أخرى هي الآن تحت البحث لإحدى الأخوات الباحثات المجدات وهي تحت عنوان (حصار الدرعية عام 1233هـ) وهو الحصار الذي ضربه إبراهيم باشا على الدرعية وأعلن بعدها سقوط الدرعية والدولة السعودية الأولى في دورها الأول.
فمثل هذه الدراسة والتي نوهت عنها مهمة جدا للباحث وللقارئ أيضاً في تتبع التفاصيل الدقيقة دون العموميات، خاصة إذا صاحبها تحليل دقيق للأحداث.
وقد تميزت هذه الدراسة بعدم وجود الأخطاء الطباعية إلا ما ندر وهو كما هو معلوم شر لم تسلم منه أي مطبوعة عربية، إضافة الى ما نوهت عنه الباحثة في ص 25، هامش 2، حيث علقت تعليقاً جميلاً لم أرها سبقت إليه بهذه الصياغة الجميلة، إضافة إلى كلامها المنصف ص 37 هامش 2 حيث تحدثت عن تقلب ولاءات البادية في الحجاز خاصة القبيلة التي تنتمي إليها الباحثة، ومع ذلك لم يدفعها هذا الانتساب إلى تجاوز الحقيقة، وهو كثير ما يعبر عنه الرحالة والكتاب الغربيون المعنيون بالشأن العربي حين يرددون دائماً تقلب الولاءات عند عرب البادية، هو الأمر الذي تفرضه الظروف في ذلك الوقت.
أما الملاحظات فهي عامة وإخراجية، فالملاحظات العامة هي:
1- عدم ذكر الباحثة رقم الجزء من كتاب: الملك عبدالعزيز آل سعود سيرته وفترة حكمه في الوثائق الأجنبية، إلا أول مرة كما جاء في ص 22 هامش 1، أما بعد ذلك فلم تذكره، مع أن الملاحظ أنها تعتمد على سواه من الأجزاء، إذا علمنا أن عدد أجزائه هو 20 جزءاً.
2- جاء في ص59، هامش 1، ترجمة تقرير الريحاني المعنون بMy peace Mission in Al Higaz مرة بتقرير بعثتي للسلام، وجاء رسم كلمة بعثتي هكذا: بعثني، وفي ص 130 هامش 3 تقرير مهمتي للسلام، فحبذا لو وحدت الترجمة.
3- ص 104 هامش 2 ورد ذكر عثمان باعثمان، ولم يعرف به إلا عندما ذكر مرة ثانية في ص 107.
4- جاء في ص 107 هامش 6 انتقال بيت الحاج علي رضا إلى مراكش (هكذا) بعد ميلاد باكستان والذي يظهر أنه خطأ طباعي أو سبق قلم، إذ الصحيح أن يقال: كراتشي.
5- ص 118 جاء خطأ طباعي في كتابة اسم فيلبي، حيث كتب فليبي.
أما الملاحظات الإخراجية وهي على الكتاب وليست على الباحثة، فمنها عدم دقة الطابع أو الصفيف، حيث أخطأ في ص 59 إذ لم يذكر الهوامش متسلسلة حيث قسمها في الصفحة الواحدة من 1-7 ثم 1و2 مع أن الصحيح أن تكون من 1 الى 9.
وفي ص 60 و68 لم يراع الصفيف أو المخرج في جعل موازنة بين عدد الأسطر والمسافة بينهما هنا مع غيرها من الصفحات مما جعل شكلها نشازاً.
بقي كلمة أخيرة أود لو أن الباحثة تنبهت لها وهي عدم اعتمادها على واحدة من أوعية المعلومات المهمة وهي الوثائق وبعض المخطوطات، فمن المخطوطات التي كان صاحبها معاصراً للأحداث ابن عبيد صاحب مخطوطة النجم اللامع للنوادر جامع.
|