Sunday 29th August,200411658العددالأحد 13 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

قرى حاضرة ومدن غائبة؟! قرى حاضرة ومدن غائبة؟!
يوسف بن محمد العتيق

على مدى السنوات الأخيرة بدأنا نشاهد نشاطاً ملموساً في توثيق تاريخ المدن والقرى السعودية التي لها حضور ملموس في تاريخنا القديم، أو التاريخ الحديث والمعاصر، وهذا أمر مطلوب بل مهم جدا، والتأليف عن المدن والقرى أمر قديم قدم التأليف والكتابة، بل إن التأليف على هذا المنوال خدم الباحثين خدمة كبيرة، وبخاصة إذا تذكرنا موسوعات علمية تراثية كبيرة كتبت في تاريخ مدن عظيمة منها مكة المكرمة التي كتب عنها الفاكفي والأزرقي، أو العقد الثمين للفاسي، أو أخبار المدينة المنورة لابن شبة، وما كتب عن تاريخ القدس، ومثل ذلك أجل الموسوعات عن بغداد في هذا المجال، وهو كتاب تاريخ بغداد الذي ألفه الخطيب البغدادي في القرن الخامس الهجري، ومثل ذلك الموسوعة العلمية الكبيرة تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر، وقام على تحقيقها مشكوراً الدكتور عمر بن غرامة العمروي، ونشرها في عشرات المجلدات، ومثل ذلك عن القاهرة وبيروت ومدن أخرى في المغرب العربي أو صنعاء الشامخة وعدن الجنوب... المهم أن هذه المدن ومدن أخرى أكبر منها أو أصغر خرج عنها كتب في القديم والحديث توثق تاريخها، لكن هناك مدن أخرى في وطننا الغالي لم نشاهد عنها نتاجاً علمياً يوثق تاريخ هذه المدن أو القرى على مدى تاريخها الطويل، وبخاصة أن هذه المدن حاضرة في مدونات تاريخ والمصادر والمراجع القديمة.
لن أسمي أياً من هذه المدن حتى لا أقع في المحذور، وهو انتقاص الآخرين لكن بنظرة بسيطة في المكتبات العامة أو التجارية، سنجد مدناً خرج عنها العديد من الكتب التي تسلط الضوء على كل ما يهم الباحث عنها، وسيخرج علينا في الوقت نفسه مدن أكبر، وقد تكون أقدم تاريخياً... بدون شك قد يكون هناك أسباب لها الأثر في عدم خروج هذه الكتب، ومن هذه الأسباب أن هناك قضايا شائكة في تاريخ هذه المدن تجعل الإقدام على كتابة تاريخها مزعجاً، وقد تكون هناك قضايا لا تزال بحاجة إلى البحث والتنقيب، ومما يعاني منه بعض الباحثين الذين يرغبون في الكتابة عن بلدانهم هو عدم تجاوب الأهالي معهم.
وقد حدثني غير واحد بشيء من هذا، لكن المفترض بالباحث الجاد أن يتجاوز كل هذه المصاعب من أجل بلده ومسقط رأسه الذي هو جزء لا يتجزأ من الوطن الكبير.
وفي الختام لن ننتظر أن يقوم الآخرون بالكتابة عن وطننا، وحتى لو كتبوا فلن يكون على الدرجة التي يكتب بها ابن الوطن من فهم المصطلحات والعلم بالمواضع.

للتواصل:
فاكس : 2092858


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved