في عز لا يبلى جديده وكنز لا يفنى مزيده.. في عرس تربوي كبير وفي أجواء تتسم بالنقاء والتربية والرياضة والعلم يلتقي ما يربو عن ألف ومائتي طالب من خيرة الشباب العربي المدرسي الرياضي.. يمثلون 16 دولة عربية في فعاليات الدورة الرياضية العربية المدرسية الخامسة عشرة والتي ستقام في جدة يوم الأربعاء المقبل إن شاء الله تعالى في ملحمة تتسم بالتنافس الخلاق بين الشباب العربي.
* وأبرز سمات هذه الدورة هو اتسامها بالروح الرياضية العالية وبفروسية التنافس الشريف بين الأشقاء.. وسيلتقي الشباب العربي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
* ومما يزيد طمأنينة القلب على نجاح هذه الدورة تحديداً هو إقامتها في أحضان تعليم جدة الذي يزخر بالكوادر الرياضية في الألعاب إضافة لوجود قيادات إدارية طموحة تعمل بلا كلل أو ملل.
* ويحمد لوزارة التربية والتعليم السعودية جهودها لإحياء الرياضة المدرسية بعد أن وئدت لأكثر من عشرين عاماً لأسباب مازال بعضها مجهولاً وغير مبرر.. والمؤلم حقاً أن وأد الرياضة المدرسية بدأ في زمن (الطفرة) التي استفادت منها كل مناحي الحياة عدا الرياضة المدرسية والمناشط اللاصفية!!.
* ولعل الرياضة المدرسية تكون لنا عزاء عن التمثيل المخجل للرياضة العربية في أولمبياد أثينا عدا بروز مواهب ذاتية في منافسات متفرقة.. فأحرز المغربي هشام القروج ذهبية 3000م والفضية للعداءة المغربية حسينة.. وكذلك حقق الإماراتي الشيخ أحمد بن مكتوم ذهبية في الرماية، كما أحرز المصارع المصري إبراهيم مصطفى ذهبية وزن 86 وكذلك منتخب العراق الأولمبي لكرة القدم الذي ظهر بصورة مشرفة للغاية.
* عدا ذلك لم يتحقق أي إنجاز إلى حين كتابة هذ المقال.. وكما نرى أن تلك الإنجازات أتت نتيجة لاجتهادات شخصية أكثر مما هي نتائج عمل جماعي منظم وهذا الذي نفتقده حقاً في معظم أمورنا.. وليست الرياضة فقط هي ضالة العل العربي.
* نقول عسى هذه الدورة المدرسية والدورات الموالية لها أن تخلق لنا شباباً رياضياً يستطيع مقارعة أنداده في الدورات الأولمبية المقبلة ليرفع أعلام الدول العربية خفاقة في تلك المحافل الأولمبية حتى ولو بعد حين.
* فالواقع الرياضي لدينا ولدى كثير من الأشقاء قد وصل إلى الحضيض وأصبح مريضاً وفقيراً ويدور في دائرة مفرغة.. وتتخبط اتحاداتنا العربية تخطباً يدعو للشفقة مما هي فيه من سلبيات ومن ارتجال وانعدام التخطيط.. وذلك نتاج لارتجالية العمل الرياضي في الوطن العربي الكبير.. وما الاندية بأحسن حالاً من اتحاداتها.
* فحبذا لو أن اللجان الأولمبية في الدول العربية تعطي اتحاداتها مهلة لأربع سنوات أولمبية.. فإن أنجزت وعملت وانتجت تلك الاتحادات ولمس الجميع مخرجاتها الإيجابية على ساحة الأولمبياد المقبل في الصين.. وإلا تحل تلك الاتحادات وتنتخب اتحادات أخرى.
* أما ما يحصل الآن من أن كل اتحاد في مأمن سواء وصل شبابه للأولمبياد أو لم يصل فهذا هدر لطاقات الشباب وعجز عن خلق جيل متمكن يرفع الرايات العربية عالية في المحافل الأولمبية.
* ولعل الرياضة المدرسية تعمل لسد الفراغ الرهيب بين القاعدة الشابية وقلاع الاتحادات الرياضية المشيدة لمختلف الألعاب.. ولعلها ايضا تحصل على الاهتمام والرعاية وصقل المواهب والسهر على جودة مخرجاتها.
* وعوداً على بدء.. نبارك ونحيي التجمع الشباب المدرسي الناهض في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية.. ونسأل الله تعالى النجاح والسداد لفعاليات هذه الدورة ومخرجاتها.. والله ولي التوفيق.
متنتخب عسير.. أليس له حق معلوم؟!
* اعتاد أهل منطقة عسير على مشاركة منتخب منطقتهم في كل الدورات السبع الماضية من دورات الصداقة.. حيث كانت اللجنة العليا للدورة تدعم ذلك المنتخب دعماً قويا إلى الحد الذي ترشح له بعض اللاعبين الأجانب لدعمه وبتجاوب كبير من أندية المنطقة لمنتخبها.
* وفي هذه الدورة الثامنة راهن منظموها على نجاح الدورة بناء على وعود هلامية تبخرت مع ما قد تخبر من ماضي الصداقة الجميل.
* فأهالي عسير وشبابها كانوا يمنون النفس بالمشاركة المعتادة كل عام.. فتتكحل عيونهم بأبنائهم ينافسون ويمثلون منطقهم.. ولكنهم تفاجئوا بأن حلمهم الجميل قد تبخر بنار النكران.
* فاللجنة مشغولة بالضيوف الجدد والوافدين.. والملايين توزع يمنة ويسرة لاستقدام فرق مغمورة من وراء البحار.. ومن شواطئ المحيط البعيدة.. وما تبقى من تلك الملايين ذهب لكولمبيا وكازابلانكا!!.
* بينما بقيت أبها ونجران والخميس وبيشة وما جاورها تندب حظها.. فقد تجاهلها المنظمون.
* وأصبح حال أهل الدار مثل حال اليتيم على مائدة (الكريم).. وحال لسانهم يقول.. أليس لنا حق معلوم.. حق أهل الدار.. حق اليتيم والمحروم!!.
* وعش رجباً تر عجباً.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
نبضات!!
* البداية الباهتة للدوري.. هل هي نتاج ملل وتشبع من الكرة أم نتاج لإحباظ عام من الرياضة المحلية مع وهج أولمبياد أثينا؟!.
* الغنام يستحق الثلاثة عشر مليوناً كإنسان مسلم وملتزم.. أما كلاعب.. ففيها قولان..!!.
* كل من أساء للنادي الغربي من الكتبة والمسترزقة تكافأ بسكن خمسة نجوم وبجولات على المرتفعات والمنخضات.. ومصروف جيب مجزٍ.. وبدل نقص أوكسجين وغيرها من البدلات.. وصيفهم أبها.. ويا حظ من له في القوم أبن عم!!.
* رد علي أحد الإخوة في الموقع المتميز (الإمبراطور).. مؤكداً أن لاعبي الوسط الأهلاويين أيضا كلهم من ضئيلي البدن وقصيري القامة وهم المحمدي والشيباني والزهراني والجاسم والمسعد ورامي السهلي.. وأقول الكرة أصبحت التحام وقوة وعنفوان.. حتى منتخب البرازيل أصبحت بنية لاعبيه أقوى مما مضى!!.
* كل اتحاداتنا أصبحت سواء.. في لغة الإخفاق والخواء.. والدورة الأولمبية أوضحت ذلك بكل صدق وشفافية ووضوح!!.
* دورة أثينا سحبت الأضواء حتى من (المسلسلات).. فالملاحظ أن العوائل صغيرها وكبيرها تابعوا ويتابعون الدورة باهتمام.. فالناس أصبحت أكثر وعياً مما مضى!!.
* تخلو الشوارع والطرقات في بلدان مثل المغرب أثناء مسابقات العدو.. فقد رفع العداؤون المغاربة علم بلدهم عالياً في الأولمبياد.. بدءاً من نوال المتوكل.. فالقطار السريع عويطة في أولمبياد 84 وأخيراً وليس آخراً مازال هشام القروج ملكاً متوجاً لمسابقات العدو من سدني حتى أثينا!! ودورة أثينا بالذات.. كشفت تخلفنا الرياضي المخيف!! والله المستعان!!.
|