طالعت في عدد الجزيرة 11648 في صفحتها الأخيرة خبراً أحزنني قراءة أوله.. وأفرحني ما في آخره!! وفيه: أنه تم ضبط 100 ألف قرص لأعراس خاصة تم تصويرها في المملكة.. مما حدا ببعض قصور الأفراح الى توفير جهاز متطور يساعد على كشف أجهزة جوال الكاميرا..
فأقول هل كان يدور في خاطر الفتيات اللاتي قمن بتلبية الدعوة ولبس أحسن الثياب.. وتجملن بأجمل زينة.. فأصبحن بكامل زينتهن.. أنه سيتم تصويرهن وهن يضحكن.. ويتمازحن.. مستمتعات بمشاهدة القريب والحبيب.. وما علمن أن أيدي العابثات والمراهقات امتدت الى حاجز الخصوصية والحشمة والعفاف.. فقمن بكسر ما تميزت به أعراسنا بنشر صور فتياتنا ونسائنا لتباع على أقراص فيديو (وتنتشر بأيدي من يحبون هتك حرمات الآخرين)!!
فكم من فتاة مؤمنة غافلة (هتكوا سترها.. ونشروا صورها) وتناسوا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب، والسبب هو التساهل في دخول مثل هذه (الأجهزة) لأعراسنا وحفلاتنا.. ويشترك في ذلك أولياء الأمور الذين فتحوا الباب على مصراعيه أمام رغبات أبنائهم المراهقين أو المراهقات.. باستخدام هذه الأجهزة استخداماً سيئاً مع عدم ملاحظتهم.. والغفلة عن توجيههم التوجيه السليم، وقد تقوم بعض الفتيات - بحسن نية - بتصوير لقطات خاصة لعائلتها وأخواتها.. ثم تفاجأ بسرقة الجوال وانتشار الصور!! أو تبيعه بعد مسح ما فيه من الصور.. وما علمت أنه يسهل إرجاعها بطريقة تعيد الصور المخزنة!! ومما لا يخفى على كل مدرك خطر هذه الأجهزة هو أن أكثر مقتنيها يستغلونها استغلالاً سيئاً.. يهدف إلى الإساءة للآخرين عن طريق استغلال هذه الصور!! والعبث فيها وبثها عبر شبكة الانترنت بأوضاع مخزية!! أو نشرها على أقراص يهتكون بها كرامة الآخرين.
ولنا إزاء ذلك طلب ورجاء نناشد فيه أصحاب قصور الأفراح عامة (أن يوفروا هذا الجهاز الذي يكشف هذه الأجهزة التي صارت في أيدي من لا يخافون الله.. ولا يقيمون للحرمة وزناً.. ولا للقيم اعتباراً.. ولا للعفاف والستر أدنى قيمة!!). ولو أنه تم منع كل فتاة تحمل معها هذا الجوال في الحفلات الخاصة.. وتم التشديد في ذلك لأصبحت الأسر مطمئنة في حفلاتها وأعراسها.. وما أجمل أن يوضع على بطاقة الحفلات عبارات توجيهية تؤكد على منع دخول جوال الكاميرا..
وأخيراً نشكر جميع القائمين على قصور الأفراح الذين وفروا هذا الجهاز لحماية الفضيلة.. وقطع دابر دعاة الرذيلة.. نسأل الله أن يوفق شبابنا وفتياتنا للهدى والصلاح.. وأن يستر عوراتنا.. ويحفظنا من شر الأشرار.. اللهم آمين.
عبدالعزيز بن عبدالله السعدون/ بريدة
|