السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..وبعد..
قرأت ما كتبه عبدالعزيز الدباسي في صفحة عزيزيتي الجزيرة بعنوان (مكتبات منزلية للكشخة)، وقد أجاد في حديثه عن القراءة وأهميتها، وذكر ان الفضائيات والحاسب الآلي هي التي تسببت في جعل الناس تبتعد وتنفر عن القراءة، وهذا لا غبار عليه أبداً.
ولكن من وجهة نظري أن هناك سبباً أهم مما ذكره الدباسي وهو عامل أساسي ومؤثر بدرجة كبيرة، ألا وهو البيت الذي بإمكانه ان يجعل القراءة عادة يمارسها الأولاد بحب وشوق ومتعة، او ان ينفر من القراءة ويجعلها مشقة وكلفة ومللاً او كما يقولون (ضيقة صدر!!)، إذا كان البيت وخصوصاً الابوان لا يهتمون بالقراءة وغرسها في نفوس أطفالهم ويهتمون فقط بأشكال أطفالهم (لباسهم، أحذيتهم، بطونهم، شعورهم..). وهذا في الحقيقة ما يحصل في أغلب البيوت تجاه الأبناء والاطفال، حيث عدم الاهتمام بثقافة الاطفال، وتعويدهم على مصادقة الكتاب ويظنون ان ذلك هو دور المدرسة وحدها!!
إن غرس حب القراءة والاستمتاع بها بل والتعلق بها يجب ان ينطلق من البيت أولاً. إن البيت في مجتمعنا وبيئتنا نادراً ما يخصص مكتبة للاطفال فيها كتبهم ومجلاتهم وقصصهم التي تشبع حاجاتهم وتلبي ميولهم، وكثير من الآباء والأمهات والكبار يعاملون الطفل على أنه (كائن غبي!) همه ان يأكل ويشرب ويلعب!
إن الطفل إذا عاش في بيت لا يحب القراءة ولا يرى أبويه يقرآن فإنه اذا كبر سينفر من القراءة ولن يطيق الصبر عليها. فالمسألة تعود كما يقولون. ولعلي اذكر كتاباً رائعاً للقراء يعرض أفضل الأساليب التي تجعل الاولاد والبنات يحبون القراءة، وهو كتاب عرفته من خلال عزيزتي الجزيرة وكتب عنه الكثير من قرائها، وهذا الكتاب بعنوان (حب القراءة، أساليب عملية تجعل أولادك يحبون القراءة!) للأستاذ التربوي راشد الشعلان.
هذا الكتاب يقدم افضل البرامج والأساليب العملية لجعل الاطفال يحبون القراءة، وهي أساليب غاية في المتعة والاثارة تجعل الاطفال يصادقون الكتاب والقصة صداقة حب ومتعة وفائدة.
ويمكن لكل اب أو أم ان يجعل اطفاله يحبون القراءة ويتفوقون فيها من خلال تطبيق هذه الأساليب.
إن هذا الكتاب لا غنى عنه لكل اب او ام او معلم، فهو كتاب قد فتح الله على صاحبه وجاء بأشياء جديدة ومبتكرة ومشوقة، اعتمد فيها المؤلف على تجاربه التربوية مع أبنائه وكذلك على العديد من الدراسات العلمية الحديثة.
ويا ليت الجهات التربوية والثقافية والعلمية المهتمين بالطفولة وأصحاب المال ليتهم يدعمون طبع الكتاب ونشره وتوزيعه مجاناً حتى لا يكاد يخلو منه بيت.
لقد اوضح الكثير من الكتاب في صفحة عزيزتي الجزيرة أهمية القراءة ولا سيما للاطفال، وحان الوقت لان تكون لدينا برامج عملية لنشر القراءة وجعلها عادة في مجتمعنا تسمو به ويتقدم للمنافسة. فما تقدمت الأمم إلا بالعلم والعلم طريقه القراءة.
إننا نشعر بالحزن والمرارة ونحن نرى في دول أقل منا امكانات نرى فيها مهرجانات القراءة للجميع ومناشط متعددة لإحياء عادة القراءة والاهتمام بها عند الصغار والكبار. ونحن عندنا مسابقات ومهرجانات في (أكبر كبسة) و(أكبر شاورما) وأكبر كرشة! وأكبر خيبة.
فيما معشر القراء الله الله في القراءة، فإذا فات عليكم حُبها ومصادقتها فلا تجعلوا حبها يفوت على أطفالكم! وحتى لا يجعلوا المكتبات المنزلية للكشخة!
محمد بن عبدالله التميمي/ حائل |