دائماً ما تجد عند الكثير من الأسر الحرص في البحث والحصول على سلعة معينة التي تبقى أحيانا من الضروريات ولكنها في بعض الأوقات لا تمثل ذلك بل أنها مجرد تقليد ومباهاة وفخر وحب المظاهر وترف زائد والتي طغت بشكل جارف على واقعنا الحاضر فينصب جل اهتمام الاسرة في كيفية الحصول على تلك السلع بكافة الطرق حتى ان كان عن طريق التقسيط، وبطبيعة الحال فإن الأب والأم هما في الغالب اللذان يحددان التوجيه، سواء في عملية الشراء والاختيار وهذا يعطي الصورة الواضحة عن واقع الأسرة ومدى درجة ارتقاء تعليم الأب والأم واسلوب تعاملهما مع أبنائهم الذين يسيرون خلفيهما متأثرين أحيانا بما يقولانه ويفعلانه فهما يعتبران القدوة مع حدوث تأثير خارجي قد يجعل من الأبناء يحاكون أقرانهم وأصدقاءهم ولا يتقيدون بعرف الاسرة وهذا شائع وبشكل كبير. فمن الممكن ان نجد اهتمام الأب والأم ينحصر فقط في ناحية الملابس والاثاث والطعام والأجهزة الالكترونية على كافة اشكالها، أي انه يبقى في هذا الاطار مع اغفال جانب مهم اعتقد انه ما زال عند الكثير من الأسر في أدنى سلم الاهتمامات وهو الناحية الثقافية، واقصد هنا القراءة واختيار الكتاب المناسب والتي يبدو الاهتمام بها شبه معدوم، ساعد على ذلك ظهور وسائل الترفيه المختلفة التي سيطرت على عقول أبنائنا فاصبح الكتاب وقراءته لا يحصل إلا في أضيق الحدود، وتحول الى تحفة فنية يزال عنها الغبار بين فترة وأخرى مع انه يعد هو مصدر الثقافة الحقيقة التي لا تنضب، يضاف الى ذلك، وهو الأهم، وهو ان القراءة ترتقي بأسلوب التعبير والالقاء وتفيد في أثناء المناقشة والطرح والتي نلاحظ في بعض الأحيان افتقاد البعض له مع انهم من المتعلمين، فهل تعطي الأسر لدينا الاهتمام الحقيقي بالكتاب ونوعيته وتخصص له ميزانية معينة؟ إن الواقع يحكي عكس ذلك، فنحن في شراهة في البحث عن ثقافة مظهر وبطن، ولكن ثقافة العقل تبقى شبه مفقودة ولم تجد منا الاهتمام الكافي، فإلى متى نغفل عن هذا؟.
|