Sunday 29th August,200411658العددالأحد 13 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أين ذهبت براءة أطفالنا..؟ أين ذهبت براءة أطفالنا..؟
حفصة العبدالواحد

كم هو رائع احساسنا بالطفولة.. بالبراءة.. بالعفوية.. نظرة غافلة من عيني طفل يبتسم تشعرك بالأمان.. تشعرك بأن الدنيا لا تزال بخير..!! ولكن.. كم بقي من البراءة في أعين أطفالنا.. كم بقي من عفويتها.. ألم تشعر بالخوف من انطفاء هذه البراءة والعفوية في أعين أطفالنا..؟ والتي مع انطفائها تضاءل في داخلي الاحساس بالثقة في المستقبل القادم.. لا أعلم لماذا دائما ما اربط ثقتي بالمستقبل بهاتين العينين الرضيعتين.. هل لأنهم هم المستقبل الذي أخشى أن يكون هشا ومبتذلا.. من الذي جعلة هشا.. من الذي ساهم في ابتذاله.. من الذي اغتال الطفولة من ابن السادسة ومن الذي سرق البراءة منهم.. نحن.. تفكيرنا.. تصرفاتنا.. وعدم ادراكنا للحاضر وتطوره وخطورته عليهم بشكل مباشر وبإيحاءاته.. افكار.. صراعات.. ثقافة ضحلة.. اعلام مشوش.. استغلال سيء للمدنية والحضارة.. قلة الرقابة وانعدامها..أو عدم احساسنا بخطورة ما حولنا على أطفالنا.. وهذا اكثر ما يخيفني. قد تفرح الأم لشعورها بأن طفلها قد نضج قبل أوانه وكذلك الأب والطفل ذاته الذي بدل لغة خطابه بلهجة عنيفة واستبدل بساطتها بتعقيدات الحياة.. واستبدل العابه القطنيه بالانترنت والتلفاز.. فشعر بأنه أفضل من جيل الأمس.. فخدعه ما حوله.. فاغتر غرورا نسي معها طفولته وبراءته وعفويته والتي لن يدرك قيمتها الحقيقية الا بعد أن تضيع منه في زحمة ما حوله من المتغيرات.. فلا يعي الا وقد شاخ وهرم وهو يفتقر للحظة بريئة تجمع بينه وبين نفسه المنهكة من الدنيا ومتاهاتها... ألم يقلقك بعد انطفاء هذه البراءة والعفوية من أعين أطفالنا..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved