نبضة فارهة..
حين أدلت معالي الوزيرة بأن ريحاً هبّت برائحة الوطن في ها هنا حيث المئات منهن!!
القاعة تكتظُّ..
خليط ألوان بشرات، وألوان أزياء، وألوان أفكار، وبضاعات متنوعة...
نبضةٌ فارهةٌ حين يأتي الوطن!!
حين يهلّ عبقه!!
بصمت كنت أتابع..
القادمة (بشيء كثير) عنّا - كما قالت معالي الوزيرة مترئسة الجلسة -
أيقظت ترقُّبي..
حرّكت الصمت داخل أجوفة حجابي..!!
صوتٌ ما سوف يوشي بالضوء!!
الوقوف في موقف كهذا مسؤولية، هذه الاندفاعة قد تليق وقد لا تليق
تحوَّلت نبضة الرّفاه إلى حذر..
ما الذي ستحمله هذه اليافعة الغضّة على كتفي لسانها عن تجربة عقود خمسة من تاريخ أول حرف كتبته امرأة، إلى لحظة آخر تأشيرة حمراء بقلمها على ورقة أخرى كي يُفسح لبرنامج إذاعي أو تلفازي أو مقال أو عمل إعلامي صحفي لها؟!
من خلف أبواب المنازل، وعن أيدي الآباء والإخوة ومراسلي البيوت إلى ما هو من فوق طاولات العمل داخل المكاتب النسائية الخاصة بها، من تجربة الاختفاء خلف الاسم (الموسوم بالعيب) إلى الاحتفاء بالدرجات العلمية في تباهي التَّظاهرة المجتمعية؛ احتفاءً بالمحررة الصحفية، والإذاعية، والمديرة، والكاتبة، والمخرجة، و... حتى وصلت هذه اليافعة منهن إلى هنا بين تجارب نساء كثيرات.
لم يتذوَّقن بعد لذة كفاح تذوقته بنات الوطن..
فالنتائج المثمرة، غير النتائج المهيَّأة للإثمار!!
والثمرة بيد فلاحها، ليست بلذة الثمرة بيد مَن تقدّم له!!
درجة عالية لأمانة ما سوف تدلي به (هذه) اليافعة بين كلِّ هذه الآذان المئات!! فأيَّة كلمة عن (الوطن) تجربة امرأة على الأقل استطاعت أن تقف لتقول في ضجيج كهذا إنجاز تجهله حتى هذه المرأة اليافعة ذاتها!!
صوتها يضيع بصوتها!!
حقيقة أو نصف حقيقة هذا تحدّ لأمانة القول..
صادقة هذه الحقيقة أو متلبسة بشيء من وهم الظهور هو تحدّ لأمانة الموقف..!
و... كلّ الذي سقط في أذنيِّ كما في آذانهن المئات لم يعد أن يكون صوتاً اجتثَّ رفاهة النّبضة..، وحرك مفاتيح الحذر..
بحيث عليّ أن أقف اللحظة حتى أعود في الغد.
|