Sunday 29th August,200411658العددالأحد 13 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

من أين يأتي رؤساء الشركات الناجحون؟ من أين يأتي رؤساء الشركات الناجحون؟
سلطان بن محمد المالك *

تبقى ذكرى القادة والرؤساء العظماء مخلدة في الأذهان ومدونة في الكتب لتتذكرها وتستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة. والقادة والرؤساء العظماء لا يقتصر وجودهم فقط على الحقل السياسي أو العسكري بل يتعدى ذلك إلى حقل المال والأعمال. ويمثل توافر قادة ورؤساء أكفاء وناجحين عنصرا مهماً لأي منشأة كانت، وهو بمثابة عنصر ندرة؛ حيث إن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها كبريات الشركات هي توافر القائد الناجح لإدارة مهامها. فهناك صفات ومواصفات خاصة لا بد من توافرها في القائد الناجح، منها على سبيل المثال، قوة الشخصية، بُعد في الرؤية للمستقبل، مهارات الاتصال، المقدرة على اتخاذ القرارات بشجاعة، البُعد عن المركزية وتوزيع الصلاحيات وغيرها من الصفات التي ليس المجال هنا لسردها.
ويبرز في الساحة تساؤل مهمّ عن مصدر القادة والرؤساء الناجحين، وتختلف الآراء في هذا الخصوص؛ فهناك مَن يعتقد أن رؤساء الشركات العملاقة الناجحين عادة ما يأتون من حقل المالية والمحاسبة، بينما يعترض آخرون بوجهة نظر أخرى مختلفة ترى أن العاملين في حقل التسويق والمبيعات هم الأكفأ والأفضل تأهيلا لقيادة دفة أي منشأة، وهم المصدر الرئيسي لصنع أفضل قادة ورؤساء أعمال.
مؤخراً تمّ إجراء دراسة عن القيادة من قبل مجلة الإدارة اليوم في بريطانيا Management Today بالاشتراك مع منظمة Leading Minds، على عينة من 1000 رئيس تنفيذي لمجموعة من الشركات العالمية في المملكة المتحدة؛ للتعرف على وجهة نظرهم حول القيادة في الشركات وعن مصدر القائد الناجح. وخلصت الدراسة إلى أن أفضل قادة ورؤساء للشركات هم رجال التسويق والمبيعات أو من لديهم خلفية ومعرفة بالتسويق بنسبة 59% وفيما يلي نستعرض بعضاً من أبرز نتائج الدراسة:
- تم طرح سؤال مهم في البداية يتعلق برأي رؤساء الشركات حول أي الوظائف أو الإدارات في المنشأة القادرة على تأهيل رؤساء ناجحين. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن المستجوبين يعتقدون أن المحاسبين والماليين هم الأقل قدرة على صناعة قادة أعمال وحصلوا فقط على 10% من الأصوات بينما يرى 38% من الأصوات أن المديرين القادمين بخلفيات وخبرات تسويقية هم الأفضل ليصبحوا قادة. وملخص النتائج كان على النحو التالي:
- المحاسبون ورجال المال 10%.
- المهندسون 18%.
- القوى البشرية 13%.
- المبيعات 21%.
- التسويق 38%.
- أشارت الدراسة إلى أن نوع الجنس يمثل موضع خلاف بين المستجوبين حيث أشار 84% إلى أن أفضل القادة العظماء من الرجال بينما اعترضت 59% من النساء على هذا الرأي.
- من النتائج الغريبة للدراسة أن الكثير من المستجوبين ذكروا أن القادة والرؤساء يصنعون وهم نتاج للعمل والصناعة ولم يولدوا قادة. حيث أشار أكثر من نصف العينة من خلال إجاباتهم إلى أن المهارات والصفات المطلوبة في القائد بالإمكان الحصول عليها من خلال التدريب والتعلم والخبرة، وأنها لا تولد مع الشخص.
- وبحسب الدراسة فإن المقدرة على الإثارة والإلهام هي الفرق بين شخصية القائد العظيم وشخصية القائد الجيد. أما القدرة على التأثير والتوجيه فكانت أحد أهم مفاتيح الاختلاف من قبل 44% من المستجوبين.
وحظي بُعد الرؤية ومهارات الاتصال لدى القادة على أهمية كبيرة كما أظهرت النتائج تأثيرها بواقع 23% و15% على التوالي.
- أشارت الدراسة كذلك إلى أن قادة الأعمال اليوم يعتقدون أن القادة يصبحون أفضل مع تقدم العمر، وأن أفضل ما يميز القائد مقدرته على إحداث التغيير.
- استخدام الأساليب السياسية نظر إليها كإحدى أسوأ طرق القيادة، وتم التصويت عليها بنسب ضئيلة جدا؛ حيث يرى 34% من القادة المستجوبين أن السياسة أسوأ شيء يواجهه القادة.
- على الرغم من المشاكل التي يواجهها الرؤساء من حيث طول ساعات وضغط العمل، والاجتماعات المتواصلة وضرورة حضور المناسبات الرسمية والمؤتمرات وغداء العمل إلا أن 31% من العينة ترى أن الوحدة والانطواء اللذين يعاني منهما القادة من الأشياء السيئة التي تواجههم في حياتهم العملية.
- التحدي الكبير للقادة يتمثل في فترات المبيعات الضعيفة وتحقيق نتائج سيئة للمنشأة، وعلى العكس تماماً فإن المقدرة على تطوير ودعم الموظفين بإعطائهم مزيداً من الصلاحيات تبرز كواحد من أهم الأمور الواجب أن يقوم بها القائد.
وتعتزم نفس المنظمة القيام بدراسة مماثلة على مجموعة من القادة في الشرق الأوسط في الوقت القريب، والسؤال: هل سوف تختلف وجهة نظر رؤساء الشركات والمديرين التنفيذيين في الشركات الشرق آسيوية عنها في الدول الأوروبية؟ هذا ما لا نعلمه. مع اعتقادي أن هناك العديد من الاختلاف في وجهات النظر سوف يحدث بعد الأخذ في الاعتبار الاختلاف بين ثقافات واعتقادات المديرين والرؤساء على مختلف الشعوب.
ختاماً، هل توافق - عزيزي القارئ - على النتائج السابقة؟ أنا لن أعلق عليها؛ لأن شهادتي مجروحة بسبب انتمائي إلى حقل التسويق. وإن كنت أعتقد أن هناك استثناءات، وليس كل ما ذكر آنفاً قد ينطبق على مجتمعنا السعودي؛ حيث لدينا بعض الأمثلة لقادة ورؤساء شركات وطنية مرموقة محدودي المؤهلات واكتسبوا مهارات وفن القيادة من خلال الممارسة والجدية في العمل وأصبحوا مضرب مثل لكل رئيس أو مدير جديد لشركة، وبالإمكان الاستفادة من تجاربهم العملية من خلال تدريسها في كليات الإدارة كحالات عملية وتجارب ناجحة.

* مستشار تسويق


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved