* واشنطن - الوكالات:
يجري مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي تحقيقاً مع محلل كبير بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يشتبه بأنه جاسوس رفيع المستوى لاسرائيل قام بنقل وثائق سرية عن ايران الى اسرائيل، كما يؤثر على السياسة الامريكية في الشرق الاوسط.
وقال مسؤولون أمريكيون كشفوا عن ذلك للصحفيين ان المحلل له صلة بمكتب دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي وقالوا انه نقل هذه الوثائق الى اسرائيل من خلال لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية وهي جماعة ضغط قوية مؤيدة لاسرائيل في واشنطن.وامتنعت المصادر عن تحديد شخصية الجاسوس المشتبه به وقالت انه لم يتم اعتقال أحد ولم يتم توجيه أي اتهامات.
ومن جانبها قالت شبكة (سي ان ان) ان لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي صوراً وتسجيلات لمحادثات هذا الجاسوس. وأوضحت (سي ان ان) ان الحكومة الاميركية لم تعلم رسمياً الإسرائيليين بفتح تحقيق حول قضية تجسس. ونفت السفارة الاسرائيلية على الفور هذا التقرير.وقال متحدث باسم السفارة الاسرائيلية: (ننفي بشكل قاطع هذه الادعاءات. انها كاذبة تماماً وفظيعة).
ونقلت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز عن البنتاجون قوله في بيان انه يتعاون مع وزارة العدل. ونقلت الصحيفتان عن البيان قوله: (التحقيق يشمل شخصاً واحداً في وزارة الدفاع على مستوى الضابط الاداري ليس في منصب له تأثير كبير على السياسة الامريكية) ولا يمكن لقوة أجنبية ان تكون في موقع يؤثر على السياسة الامريكية من خلال هذا الشخص.
وعلى حد علم وزارة الدفاع فإن التحقيق لا يستهدف اي اشخاص آخرين بوزارة الدفاع. (اول من نقل النبأ) وقالت شبكة تلفزيون (سي بي اس) التي كانت اول من أورد هذا النبأ ان عملاء اتحاديين على وشك ان يعتقلوا الجاسوس المزعوم الذي قالت انه ربما يكون في موقع يؤثر على سياسة ادارة الرئيس جورج بوش بشأن إيران والعراق.
ونقلت شبكة (سي بي اس) عن مصادر لم تذكر أسماءها أن الجاسوس المشتبه به يعتقد أنه نقل وثيقة رئاسية مازالت في مرحلة الصياغة بشأن السياسة الامريكية تجاه إيران مستخدماً لجنة الشؤون الامريكية الاسرائيلية (إيباك) كقناة.
وأضافت ان هذا المحلل كانت له صلات ببول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الامريكي ودوجلاس فيث وكيل وزارة الدفاع الامريكية وكلاهما يعتبر المخطط الرئيسي للحرب على العراق. وقالت الشبكة ان احدى الوثائق التي نقلت الى اسرائيل كانت مسودة قرار رئاسي بشأن السياسة الامريكية تجاه ايران.
ووصفت الشبكة هذا الجاسوس بأنه (محلل موثوق به) ملحق بوحدة داخل وزارة الدفاع الامريكية مهمتها المساعدة في تطوير سياسة البنتاجون بشأن العراق.
وقالت نيويورك تايمز ان هذا المحلل كان يعمل مع فيث الذي قالت انه انشأ وحدة مخابرات خاصة قبل حرب العراق سعت للترويج لقضية ان بغداد كانت لها علاقات مع القاعدة وهو موقف انتقده المحنكون في المخابرات.
وقالت واشنطن بوست على موقعها على الإنترنت ان المسؤول محل الشك متخصص في الشؤون الايرانية وهو احد قدامى وكالة معلومات المخابرات الدفاعية الذين أوشكوا على التقاعد.
وأضافت ان التحقيق بدأ قبل أكثر من عام ولم يتضح ما إذا كانت هذه الاتهامات ستكون تجسساً أم الاتهام الاقل المتعلق بسوء التعامل مع معلومات سرية.
وأدت قضية تجسس في عام 1985 اتهم فيها جوناثان بولارد الذي كان يعمل محللاً لمعلومات المخابرات في البحرية الامريكية بنقل أسرار الى اسرائيل الى توجيه احد اكثر الضربات ايلاماً للعلاقات الامريكية الاسرائيلية في الفترة الاخيرة.
وحكم على بولارد بالسجن مدى الحياة ومازال اعتقاله يسبب ازعاجاً في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
|