الان أصبح لتعليمنا مجلس أعلى يقوده الرجل الأول في هرمنا السياسي. وعندما يحظى تعليمنا بمثل هذا القدر من اهتمام قيادتنا فإن ذلك يعني أننا أصبحنا الآن أكثر قناعة من ذي قبل بالدور العظيم الذي يمكن أن يؤديه التعليم في تخريج المبدعين الماهرين الذين يتقنون الإنجاز ويحسنون التفكير ويسهمون في مشروعاتنا التنموية. نحن نتطلع الآن إلى تعليم نوعي مختلف يجعلنا أكثر استعداداً لمواجهة مستجدات وتحديات القرن الحادي والعشرين، فبدون تعليم مميز سنبقى حتما متفرجين ومستهلكين فقط لإنجازات وإبداعات الآخرين.
التعليم الذي نطمح إليه لن يخرج علينا من تحت عباءة وزارة التربية والتعليم بمفردها؛ فهناك لاعبون آخرون مؤثرون يشاركون الوزارة تطلعاتها؛ لذا فقد أصبح من الضرورة جلوسها معهم للتأكد من أنهم ينقلون الكرة معها في الاتجاه نفسه وبالحماس نفسه (وقد فعلت ذلك مع أحد اللاعبين في ندوة ماذا وماذا؟). وفي هذا الشأن أتطلع إلى قيام قطاعاتنا الوطنية التي تتقاطع جهودها مع جهود الوزارة مثل رئاسة رعاية الشباب ووزارات الداخلية والشؤون الإسلامية والإعلام والثقافة والعمل بكتابة وثيقة يقدمها القطاع إلى مقام رئيس المجلس الأعلى للتعليم، يجب أن توضح تلك الوثيقة رؤية ذلك القطاع لرسالته التربوية والأدوار والجهود التي يمكن أن يؤديها من أجل ترجمة تلك الرؤية إلى واقع عملي. وعلى وزارة التربية عندئذ أن تتولى إحداث التناغم بين جهود تلك القطاعات وقيادة تلك الجهود نحو محطة (مواطن المستقبل).
(*) كلية المعلمين في الرياض |