في مثل هذا اليوم من عام 1882 قام أحمد عرابي بالهجوم على مواقع الإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر.
من المواقف التاريخية المشرفة في حياة الأمة العربية قيام أحمد عرابي بتظاهرة على رأس الجيش المصري في ميدان عابدين بالقاهرة، لعرض مطالب الأمة على الخديوي توفيق، بعد أن اتجهت إليه الأنظار، وتعلقت به الآمال، لإنقاذ البلاد من مهاوي الظلم، وتحقيق أمانيها في الحياة الكريمة. استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل (رياض باشا) من رئاسة الوزارة، وعهد إلى (شريف باشا) بتشكيل الوزارة، وكان رجلاً كريماً مشهوداً له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في 14 من سبتمبر 1881، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الحلم الجميل تدخل الدولتين الاستعماريتين إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد، وتأزمت الأمور، وتقدم (شريف باشا) باستقالته في 2 من فبراير (1882). أيدت الأمة عرابي وانضمت إلى جانبه، وعدته مدافعاً عن كيان البلاد، غير أن الأحداث لم تكن في صالحه، ولم ينجح في إيقاف زحف الإنجليز على البلاد بعد أن مُني بهزيمة كبيرة في التل الكبير في منتصف ليلة 12 من سبتمبر 1882 وسلم نفسه بعد أن دخل الإنجليز القاهرة، وحُكم عليه وعلى زملائه بالنفي إلى سرنديب (سيريلانكا حالياً).
|