جاءت مشاركتنا في أولمبياد أثينا (2004) مخجلة، وأكدت أن رياضتنا المحلية تعاني من أمراض عديدة وخطيرة ومستعصية، وانها لن تتطور إذا استمرت على وضعها الحالي الذي يحتاج إلى قرارات حاسمة بعيدة عن المجاملة و(جبر الخواطر)..!!
إن أول القرارات التي يجب أن تصدر لتصحيح الأوضاع هو (حل) اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية وإعادة صياغتها، والإعلان عن فتح باب الترشيحات لاختيار رؤساء وأعضاء اللجان الأولمبية والاتحادات الرياضية، لضمان التواجد الإداري المناسب في المكان المناسب، بدلاً من اسلوب التعيين المتبع منذ سنوات...!!
إن مَنْ يتحدث ويقول إن أسباب اخفاقنا في اولمبياد أثينا يعود لقلة الدعم المادي، فإنه لم يذكر الحقيقة، بل انه هرب من واقعه وراح يبرر فشله ويضعه على الآخرين، فكثير من الدول التي تألقت ونالت ميداليات تعاني من (فقر) وليس لديها المال الكافي لإعداد لاعب واحد، بل انها تعاني من مشاكل اكبر من عدم توافر الدعم المادي.
فهذا المنتخب العراقي الذي تعاني بلاده من الاحتلال (الأنجلوأمريكي) وجميع منشآته الرياضية وغير الرياضية باتت (ثكنات) عسكرية لجنود الاحتلال، بما فيها ملعب الشعب الشهير، ورغم هذا استطاع الفريق الأول لكرة القدم بلوغ الدور نصف النهائي، وكذلك كينيا التي روع شعبها الفقر والجوع والحروب ومع هذا سيطروا على مسابقة (3000م) ونالوا الميداليات الثلاث، ودول أخرى كثيرة حصدت الألقاب وتوشحت الميداليات ورفعت أعلام بلادها في القرية الأولمبية، رغم المشاكل المتعددة التي لديها وتعاني منها.
إن كارثة أثينا والفشل الذي حدث لنا فيها يجب أن تكون الشرارة الأولى نحو تصحيح الوضع الرياضي لدينا، والذي بات السكوت عنه أمراً غير مقبول.
علمهم يا تركي
في الوطن العربي ودول العالم الثالث ينسب كل مسئول النجاح له، ويضع كل خسارة على الآخرين، ليبرئ نفسه!! وهذا الامر يحدث في كل شئون الحياة لدول الشعوب النامية، ومنها المجال الرياضي؛ ولهذا لا تجد مسئولا رياضيا واحدا خرج لحظة الاخفاق وحمّل نفسه تبعاته، بل انه يضع كامل اللوم على الجهاز الإداري والفني مرة، أو اللاعبين مرات عديدة، أو المناخ وأرضية الملعب أو الحكم.. المهم أن الجميع كان السبب في الهزيمة، وانه عمل كل ما في وسعه لكنهم خذلوه ولهذا يجب ابعادهم واحلال اشخاص آخرين بدلا منهم لامتصاص غضب الرأي العام الرياضي، ليبقى المسئول ويكون من رحل هو كبش الفداء!!
وقد رأينا ذلك يحدث على أرض الواقع، ففي اولمبياد اثينا سجلت مشاركتنا المخجلة فشلا ذريعا، ومع هذا لم يخرج مسئول واحد ويعلن انه السبب في ذلك ويقدم استقالته، والشيء نفسه ينسحب على مسئولين رياضيين في دول العالم الثالث، اخفقوا في الأولمبياد ومع هذا بقوا في مناصبهم كمشاهدين للمحفل العالمي، ليتابعوا رياضيي الدول المتقدمة وهم يتنافسون على الألقاب مكتفين بالتصفيق تارة والبحث عن الأضواء تارات أخرى...!!
لكن هذه المنهجية التي عفى عليها الزمن ولا توجد في الدول المتحضرة ويمارسها الطابور القديم في دول العالم الثالث رياضيا وفكريا، (كسرها) الأمير تركي بن خالد، الذي تخلى عن منصب الإشراف على المنتخب السعودي لكرة القدم، وهو منصب مغرٍ وكبير وخطير؛ فكرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، والمنتخب السعودي فريق كبير ونال ألقاب عدة وتصنيفه في لائحة الاتحاد الدولي متقدم، ورغم هذا رفض الامير الحضاري الاستمرار فيه بعد الاخفاق في الصين، ولم يقل ان الأخضر نال كأس الخليج مرتين في الرياض والكويت، وحصل على بطولة العرب وتأهل لكأس آسيا، ويتصدر مجموعته الحالية، وحقق أفضل تصنيف عند الفيفا عبر تاريخه الرياضي، وهو مشرف عليه، وفعل كما يفعل وفعل غيره بطرد المدربين واستبدال الإداريين العاملين معه، أو تحميل الإعلام أسباب الاخفاق أو التحكيم، أو غيرها من المبررات التي تبقيه وتبرئ ساحته وتحمّل البعض أسباب الفشل، أو انه قال ان ما حدث للأخضر حذرت منه قبل وقوعه وطالبت بتصحيحه قبل حدوث الكارثة.. كل هذه الامور تركها، وقدم استقالته ليترك الفرصة لزميل آخر، لعل في تواجده الخير للكرة السعودية، ليكمل المسيرة ويقدم أفكاراً جديدة بعد أن أيقن أبو محمد أنه لم يعد لديه ما يقدمه لكرة بلاده التي يهمه تقدمها لا تراجعها.
لقد وجه الأمير تركي بن خالد رسالة خطيرة، لكنها واضحة وصريحة لكل الإداريين الذين يهمهم البقاء في مناصبهم لسنوات طوال، غير مدركين أن في استمرارهم كل الضرر لرياضتنا المحلية الآخذة في التدهور والتراجع، وهو ما ظهر للعيان في الاولمبياد.
فياليت كل مسئول إداري يرى انه غير قادر على تقديم ما هو جديد ومفيد (يرضع) قليلاً من (شجاعة) تركي بن خالد، ويقدم استقالته ليتيح الفرصة لزميل آخر.. لكن هل تعتقدون انهم سيفعلون؟! لا أظن؛ لأننا نحتاج إلى سنوات وسنوات حتى يظهر إداري آخر بفكر وحضارة الأمير تركي بن خالد، يفضل المصلحة العامة على مصلحته الشخصية، ويمارس أسلوب نكران الذات، الذي لم نصل إليه، ويبدو ان الوقت لم يحن بعد لنصل إليه؛ لأن البعض لا يزال مؤمنا بأنه يجب أن يبقى في منصبه حتى الموت....!!
نقاط ساخنة
** اليوم السبت، النصر يلتقي مع القادسية، في بداية مشوار الفريقين في مسابقة كأس الدوري.. التوقعات تشير إلى فوز قدساوي محتمل؛ نظرا لاكتمال صفوفه.
** بدر الحقباني، محسن الحارثي، محمد شريفي، سعد الحارثي، بندر تميم خارج القائمة الدولية. وعبدالمحسن الدوسري، راشد المقرن، طلال السعيد، عبدالله الجمعان، مسفر الجاسم، ضمن صفوف الأخضر.. لا تعليق.
** المعلق الرياضي محمد البكر هاجم سعد الزهراني في كأس آسيا الصين، وانتقد اختياره لصفوف المنتخب وهو الذي لم يشارك مع النصر إلا في (18) مباراة. ماذا سيقول البكر عن اختيار الجمعان والمحياني اللذين لم يلعبا مع فريقيهما الهلال والوحدة منذ العام الماضي.
** نائب رئيس الهلال نفى المفاوضات مع المسجن والسبيعي والمفرج، وهو الطرف الموقع لاستمارات انضمامهم للأزرق.. ولهذا لم استغرب نفيه لمفاوضات الهلال لبدر الحقباني.
** حسين السبع تورط في قضية منشطات في أكبر محفل دولي، وتم استبعاده من المشاركة. وحارس الاتحاد هادي الدوسري حدث له نفس الامر في مباراة دورية عادية لم يلعبها، ومع هذا نال الدوسري تغطية إعلامية واسعة وتم تجاهل السبع.. انه الفارق الضخم والشاسع بين كرة القدم وبقية الألعاب الأخرى.
** رجال النصر مطالبون بحل موضوع كاريوكا بسرعة حتى يستطيع الفريق التعاقد مع أجانب آخرين يدعمون مسيرة الأصفر.
** عبدالله الهويشل إداري مخلص ووفي ويعشق النصر، وعودته مع الفريق حاملين كأس الأسد أكبر هدية يمكن أن يقدمها إداري لجماهير النصر، يا ريت البعض يتعلم الحب والعشق من (أبو ناصر).
|