**ما أجمل التاريخ حين يعيد نفسه.. وما أجمل الحضارة حين يتباهى بها أهلها بسلطوية المجد والماضي التليد.. وهناك في بلاد الإغريق.. أصالة رياضية من نوع آخر.. وتاريخ يجدد نفسه بشكل مختلف.
** في كرنفال رياضي حقيقي.. يجمع قلوب الرياضيين وأفئدتهم من كل مكان من مختلف اصقاع المعمورة.. من أقصاها إلى أدناها.. كرنفال يملك ميزتي (المكان والزمان).. هذا بالإضافة إلى روعة التنظيم وجمال المتابعة.. ومن الطبيعي أن تكون المحصلة (عرسا) كبيرا.. تزف فيه (الرياضة) بأبهى وأجمل حلة.
** في ذلك المحفل الأولمبي.. هناك.. في أثينا.. دروس في أبجديات المنافسة وفي لغة الطموح والتحدي (الذاتي).. والأهم هو معرفة الكيفية والوسيلة إلى تحقيق ذلك التحدي الذي يستهدف الذات قبل المنافس.
** هي دروس ينبغي أن تغرس غرساً في رياضيينا.. ما دمنا نطمح إلى بلوغ ذات المنزلة التنافسية (الأولمبية).. وخصوصاً لتلك الأجيال الناشئة القادمة إلى عالم المنافسة في يوم ما..!!
** هناك.. في أرض المنافسة (الشريفة).. تأكيد وترسيخ لمعاني الرياضة الحقيقية.. تلك المعاني التي لا تعترف سوى بالسمو والرفعة.. فالرياضة قبل ان تكون تنافسا فهي اخلاق.. تعنى بشرف تلك المنافسة.. وتضرب المثل الحسن في كيفية احترام الآخر كمنافس.. وتلفظ كل من يحيد عن طريق القيم والأخلاق والأعراف النبيلة..
** وهنا.. أعتقد أنه لا بد لنا من معرفة الكيفية التي تؤصل في رياضيينا ذلك المعتقد الرياضي المهم.. حين تكون الرياضة مزيجاً رائعاً بين (التنافس الشريف والروح الرياضية الحقيقية).. هذا قبل أي شيء آخر..!!
** كما أنه لزاماً علينا أن نبني أبطالاً أولمبيين في (كل) الألعاب.. لكي يصلوا إلى ذات الدرجة العالمية من المنافسة.. لا أن نجعل شرف الوصول إلى ذات المحفل سبباً في تجرع ألم الخروج بلا شيء.. وهذا -بالتأكيد- أمرٌ لن تأتي به الأيام صدفة.. ولن يأتي به التمني فقط.. لا.. بل هو بناء حقيقي.. لا بد من معرفة أسرار صنعته وأدواته وطريقته..!!
** ولنجعل من كل نهاية (سعيدة كانت أم مؤلمة) بداية للبحث الجاد عن الأفضل.. والعمل (بمنطقية وبمحاسبة ذاتية) لكي يكون اسم هذا الوطن المعطاء حاضراً (للمنافسة الحقيقية) في كل المحافل وفي كل الألعاب.
الهلال يبحث عن منسقين..!!
** كما كانت الاشادة بالتعامل الإداري الهلالي (الحَذِر والجيد) مع بعض السماسرة كي لا تكون خزينة الفريق ضحية لهم.. إلا أننا الآن نورد شيئاً من الاستفهام عن بعض ما نسمع ونقرأ حول بعض المفاوضات المحلية التي يقصدها الهلاليون هنا وهناك.. وذلك رغبة في مستقبل أفضل لهذا الزعيم الذي يحاول جاداً البحث عن هويته (البطولية) هذا الموسم.
** شخصياً.. لم أفهم بالضبط ما يدور في الفلك الإداري بنادي الهلال من حيث استقطاب اللاعبين (المحليين) من خارج الفريق.. فعلى أي أساس يُختار هؤلاء اللاعبون..؟!
** كما يبدو للمتابع البسيط ان الهلال وهو النادي العريق ومعقل البطولات و(منبع النجوم) أصبح مرتعاً سهلاً وحقلاً خصباً لتجارب (المنسقين) ومن لم يجدوا لهم مقاعد أساسية في فرقهم ليأتوا لإجراء تجربة في زعيم الأندية من باب لعل وعسى.. وهؤلاء ليسوا من أندية الممتاز فحسب بل حتى من أندية (الظل)..!!
** لا مشكلة لو كان اللاعبون المستقطبون او من يتم مفاوضتهم على مستويات عالية ومتميزة.. فكم من نجم شهدت أندية الظل ولادته ثم كانت أندية الممتاز طريقه للتألق والتميز حتى الوصول للمنتخب الوطني.. ولكن ان يكون منسقو أندية الظل حاضرين لإجراء تجارب في نادي بحجم الهلال فهذه تستحق الوقوف قليلاً..!!
** أعتقد ان الفريق الهلالي ليس بحاجة إلى منسقين ولا بحاجة لمفاوضة لاعبين عاديين بقدر ما هو بحاجة إلى لاعبين من فئة النجوم (إن وجدوا بمبالغ غير مبالغ فيها).. هذا مع أولوية إتاحة الفرصة (الكاملة) للاعبي الفريق الأولمبي ممن أثبت جدارته منهم ليكون أساسياً في الفريق الأول..!!
** بالمناسبة، ففي اعتقادي الشخصي أن الفريق الهلالي - ايضاً- ليس بحاجة إلى لاعب بتكلفة اثني عشر مليونا وهو (لا) يتميز كثيراً عن بعض لاعبي الفريق الموجودين..!!
** كما تريث الهلاليون في التعاقدات الأجنبية لَيْتَهم - كذلك- يتريثون في التعاقد مع لاعبين محليين.. فإما لاعبين يستحقون ارتداء الشعار الهلالي ويثرون الحاجة الفنية للفريق وإلا فلا داعي لإضافة لاعبين جدد على دكة الاحتياط.. مع الاحتفاظ بهذه المبالغ المرصودة لتعاقدات (كهذه) في أمور أخرى في النادي أجدى نفعاً..!!
تلميح - صريح
** في الملحق الخاص (المتميز) بجريدة الجزيرة عن تاريخ الدوري السعودي والذي قدمه الزميل المتألق خالد المشاري يتضح مدى التفوق الهلالي وبمراحل عن أقرب المنافسين (ان جاز التعبير).. ولا غرابة في ذلك التفوق الكاسح لأن الهلال كما هو معروف (زعيم) الأندية.
** أداء مشرف للكرة العراقية في أولمبياد أثينا.. المنتخب العراقي تغلب على (كل) الظروف السيئة التي تحيط به.. وأثبت أنه لا حدود للإصرار والعزيمة والطموح.
** الخروج المرير والمحزن لممثلي متنخباتنا الوطنية المشاركة في أولمبياد أثينا بحاجة إلى دراسة للمسببات والعوائق التي حالت دون تحقيق نتائج ايجابية ليتم تلافيها بمنطقية بعيداً عن التكرار والوعود.
* تراجع جديد تسجله أندية الوطن الخمسة (الكبار) بخروجها من بطولة الصداقة الدولية الثامنة، فلم تصل إلى النهائي فضلاً عن أمل تحقيق الكأس.
علماً بأن فرقنا الوطنية في هذه الدورة تمثل نصف عدد الفرق المشاركة..!!
** أجمل التهاني لمسؤولي نادي النصر ومحبيه بمناسبة تحقيق فريقهم بطولة دمشق.. متمنين مستقبلاً أفضل للنصر في البطولات القادمة.
** بالأمس انطلقت صافرة البداية لأولى مباريات هذا الموسم.. مع أمل بان يكون موسماً تحكيمياً مميزاً (قليل) الأخطاء.
|