** والله.. إننا لم نكن في يوم من الأيام.. مجتمعاً فاسداً.. يستحق أن يصلح..
** ولم نكن فاسدين ولا مفسدين.. حتى يأتي.. ثلاثة أو خمسة أشخاص ويقولون.. نحن نريد إصلاح عشرين مليون شخص.. لأنهم يحتاجون إلى إصلاح..
** أمورنا رائعة ومستقيمة.. ونعيش في عزة وكرامة ورغد عيش.. والإنسان السعودي مصنَّف دولياً.. كواحد من أرقى وأفضل الأشخاص.. وأكثرهم سعادة.. وأكثرهم دخلاً.. وأكثرهم التزاماً.. وأكثرهم حرية.. وأكثرهم انفتاحاً..
** هناك مجتمعات تحت خطر الفقر.. وهناك مجتمعات مكبوتة.. وهناك مجتمعات تكابد رغيف الخبز.. وهناك مجتمعات تعيش حالة فوضى.. وهناك مجتمعات تعاني من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية.. الخ.
** نحن شعب يعيش رغد العيش.. وسعادة وحرية وانفتاحاً..
** نتعامل مع الفضاء العالمي مباشرة.. لم يُمنع عنّا أي شيء.. ولم يحجب عنا أي شيء..
** نسافر متى أردنا.. ونتاجر متى وكيف أردنا.. ونقرأ ونشاهد ونحاور متى وكيف أردنا..
** لم يمارس علينا أحد الوصاية.. ولم يتدخل أحد في تصرفاتنا وسلوكياتنا كشأن بعض الدول الأخرى..
** ليس لدينا سجون مكتظة بالمعتقلين.. وليس لدينا سجناء رأي.. ولا نعرف المعتقلات.. ولا زوار الفجر.. ولا شيئاً اسمه.. اضطهاد السجناء وهدر كرامتهم.
** الدولة.. تتعامل مع المواطن كابن مدلل.. كل ما يريد هذا المواطن.. يُحقق له.. ويُوفَّر له على وجه السرعة..
** التعليم بالمجان.. والصحة بالمجان.. والخدمات البلدية وكل الخدمات بالمجان.. وهناك.. وفي أي بلد.. كل شيء بفلوس.. حتى مواقف السيارات.. وحتى الابتسامة هناك بفلوس..
** هنا.. ليس بيننا وبين حكومتنا وقيادتنا أي حجاب.. تزورهم متى شئت.. وتحاورهم متى أردت.. وتشتكي متى عنَّ لك ذلك.
** بوسعك.. أن تصل إلى حاكم المنطقة خلال ثوانٍ.. وبوسعك أن تصل إلى وزير الداخلية أو القيادة العليا خلال ساعات.
** وبوسعك أن تُقدم مظلمتك وتناقش وتحاور أكبر مسؤول في البلد.. دون أن تُمنع أو تُحجب.. وهناك.. وفي أي بلد.. من يستطيع مقابلة حتى رئيس البلدية.. عوضاً عن أن يقابل وزيراً أو رئيساً.. أو رئيس وزراء أو حاكماً؟
** هنا.. تُمنح أرضاً بالمجان.. وتُبنى لك من صندوق التنمية العقاري.. بقرض مُيسَّر وبالتقسيط.. ويُحسم لك (30%) من القرض..
* وهناك.. لا أراضي.. والقرض من بنوك ربوية.. والمائة تُحسب عليك خمسمائة ألف.. وتموت وأنت تُسدد قروض لبنوك ربوية.
** هنا.. لا ضرائب.. ولا رسوم قاسية.. ولا (تاكسي) يقطع الظهر.. ولا تدفع ريالاً واحداً لأي جهة.. وكل شيء مجاناً.. بل البلدية ترصف بيتك.. وتنوّر المدخل.. وتشجر وتعطيك كل شيء ببلاش..
** هنا.. لا أحد يسألك.. أين ذهبت.. وأين تذهب.. وماذا تقرأ.. وماذا تشاهد.. وماذا تحب.. وماذا تكره.. وفي أغلب بلداننا العربية.. تُمنع أحياناً.. حتى من الصلاة في المسجد.. أو.. لو ترددت على المسجد كثيراً (اعتقلوك)!!
** مجتمعنا.. منذ أن عرفناه.. وهو مجتمع تشاوري حر.. تقول كل ما عندك.. وتقدم كل ما لديك.. وتقترح وتنتقد وتقول كل ما يعنُّ لك.. ولا يضيع أو يُهمل رأيك ولا تحاسب عليه.
** اليوم.. ظهر علينا.. ثلاثة أو خمسة.. أو عشرة أشخاص وقالوا.. نريد إصلاح المجتمع..
** وهؤلاء.. أشبه بمن يأخذ إنساناً في كامل صحته وعافيته ولياقته.. ويلزمه بدخول المستشفى للعلاج.
** من أي شيء يُعالج؟ لا نحن.. ولا هو يدري.. لماذا يعالج..
** هؤلاء الخمسة أشخاص.. يريدون أن يقنعوا العشرين مليوناً (بالقوة) أن المجتمع يحتاج إلى إصلاح.. وما دام يحتاج إلى إصلاح.. فهو فاسد..
** الدولة.. منذ عرفناها.. وهي تجدد سنوياً وبدون توقف.. الأنظمة واللوائح والقوانين.. وتساير.. بل تسابق الزمن.. وليس لدينا اليوم.. نظاماً مرَّ عليه أكثر من خمس سنوات.
** السعودي يتحاور منذ سنين.. يتحاورون في مجالس المسؤولين.. ويتحاورون في مجالس الأمراء المفتوحة يومياً.. ويتحاورون في مجالس لا حصر لها.
** الأبواب كلها مشرعة ومفتوحة.. وقد سنّ هذه السنة.. جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله.. فقد كانت أبوابه مفتوحة أمام شعبه في كل وقت.. وهكذا اليوم قيادتنا.
** في الرياض مثلاً بوسع أي مواطن أو أي شخص يقيم في الرياض.. أن يقابل سمو أمير المنطقة الساعة الثامنة صباحاً.. وهو في طريقه إلى مكتبه..
** يجلس للناس ساعات.. ثم يقابله أخرى قبل الظهر.. ثم يقابله ثالثة قبل نهاية الدوام.. والباب مفتوح للكل بدون استثناء.. وبوسعك أن تقول ما تشاء.. وتكتب ما تشاء.. حتى لو أخطأت قالوا لك.. مسموح..
** وهكذا في سائر مناطق المملكة.. حاكم المنطقة ونائبه.. يجلسان يومياً للناس.. الساعات وراء الساعات.. ويتحاورون معهم في مكاتب الإمارة.. وفي مسكن الأمير.. وفي مجالس أخرى.. وفي كل مكان.
** لا أدري.. ماذا يريد هؤلاء؟
** أين الفساد؟ وأين المفسدون؟ وأين الفاسدون؟
** هم العشرون مليوناً.. في نظر هؤلاء؟
** هل بالفعل.. كلنا فاسدون؟
** وهل العشرون مليوناً.. كلهم فاسدون.. والخمسة.. هؤلاء.. أو الستة.. هم الصالحون؟
** وهل العشرون مليون سعودي.. لا يعرفون مصلحتهم وما ينفعهم وما يضرهم.. وهؤلاء الخمسة.. هم فقط.. العارفون؟
** ثم.. ما هو برنامج الإصلاح الذي يريدونه؟ هل هو ما كُتب في بياناتهم النارية؟
** نحن لا نريد ذلك.. وأسألوا.. كل الناس.. انهم بالفعل.. هم لا يريدون ذلك.. بل الجميع ضده.
** إن بعض ما يقوم به البعض.. يُذكرنا بشعارات وممارسات بعض القوميين واليعربيين منذ أكثر من نصف قرن.. عندما كانوا يلهبون حماس الناس بعبارات نارية رنانة.. وكانوا يتحدثون عن برامج ومشاريع سال لها لعاب البعض.. فصاروا يصفقون لهم.. وعندما (تبقشت) الأمور واتضحت الرؤية.. فإذا هم جلادون مجرمون سفاحون ومشاريعهم كلها (أهواء شخصية) ومغامرات ونزوات.. وكانوا يبحثون عن أنفسهم وعن تحقيق الذات.. فلا يهمهم قضية.. ولا يؤرقهم (همُّ أمة) ولا يعنيهم سوى أنفسهم وجيوهم ومصالحهم.
** والمسألة اليوم أيها (الاخوة) .. تتكرر.. ونعود إلى شعارات براقة.. وأناس يتحدثون عن التطوير والتجديد والتحديث والحريات.. وهم.. أول من ينكرها في كلامه.. متى نسي شعاراته.
** إن علينا أجمع.. أن نحمد الله على النعمة التي نعيشها فيها.. وعلينا.. ألا نسعى لإفسادها.. ولنا في من حولنا.. دروس وعبر.
|