ما الذي يحدث يا نساء العرب؟!
ما هذه الانفلاتة باهظة الثَّمن التي تدفعنها أجساداً عارية، وحركاتٍ ماجنةٍ، بألوان وأشكال لم تعد تجعل من المرأة سوى هذا الجسد السافر عنه كلٌّ غطاء!!، غثاءٌ... والرجال لا يحرِّكون ساكناً، وغالبيتهم في معيَّة البحث عن نماذج محطات الفضاء, والأغاني الاستعراضية، التي إن قورن بين ما في الكلمات المغناة من معانٍ وبين حركات التعبير المرافقة لظهرت الهوَّة الشَّاسعة بين هدف الامتاع المتدني وبين هدف التعبير الرامي إلى شيء أرقى .
(كلُّ) النساء العربيات في الفضائيات إلاَّ النُّدرة في ركبٍ ينذر بضياع أمَّة العرب، حتى مع اختلاف الديانات، فالمرأة المسيحية أيضاً تلتزم في الأصل بوقار المظهر، وغيرها... فالأديان جميعها تتفق على الحشمة، فما بال هؤلاء النسوة يُحوّلن خارج الأسوار إلى ما لا يُسمح به في داخلها؟
قالت إحداهن وهي في قلب بيروت: اقرأي ما كتب أحدهم يقول: إنَّ المرأة السعودية في بيروت تأتي لتقديم جمالها الذي ثبت للعيان أنَّه الأشدُّ جاذبية والأكثر إلفاتاً، ثمَّ هو يتحسَّر.. لماذا لا تمنح زميلها السعودي اهتمامها، بل توزِّعه على سواه حتى بمن فيهم نادل المطعم؟!
ثمَّ قال: إنَّ لا شيء في بيروت يُغري، وإنَّ (الجميع) منهن يأتين للاستعراض، وذلك كان يحدث حين كان الاتجاه إلى باريس وجنيف!
ردَّت الأخرى تقول: إنَّ لي في بيروت من الأيام عشرة لكننَّي لم ارتدْ مكاناً مزدحماً للَّهو، فقد عَبَرْتُ في النَّهار شوارع بيروت جميعها
وهي هادئة لم تنقلب إلى صخب المساء...فلديَّ هنا مهام عمل في الجامعات، والمعاهد، والمكتبات، ... فكلُّ يغنّي على ليلاه.
ثمَّ تنهَّدت وهي تقول: إنَّ أنموذج فتاة الغلاف، والشاشة، والفيديو كليب تجدينه الآن في جميع صوالين التجميل، وعياداته، وإنَّ محاولة رصد المبالغ المالية التي تصرف على تغيير الشكل الخارجي للمرأة تؤكد أنَّ هذه الانفلاتة الطاغية (لتفسُّخ) النساء باهظة الأثمان، ليس على صعيد التجميل اللاَّئق الذي يُسمح به في العرف الإنساني ويُقرّه (الشَّرع) الممثِّل للضّابط النَّفسي للإنسان؛ كي يعيش في راحة نفسية بين أقرانه في حالة وجود عيوب خِلْقية فيه، وإنَّما هي باهظة الأثمان على صعيد التركيبة (الفكرية) و(السلوكية)...
إنَّ ظهور المرأة على ما هي عليه الآن هو ناتج سلوك تسلسلي تتابعي يبدأ بالرغبة, والتقليد، والعمل على التهيئة للتَّماثل ومن ثمَّ للظهور المستنسخ، والنتيجة هذه النماذج للنساء العربيات الصقيلات خارجياً الفارغات داخلياً...
تُرى، لماذا لم تحدث هذه الاندفاعة في تغيير جذري لسطحية التَّوجهات ولتركيبة الداخل؟
هل يمكن أن تتحول الحياة إلى هذا الفراغ القيَمي في ضوء أن يكون التَّغيير لملء الداخل كما تؤكده جميع القرائن؟!
لطفاً بنا، فلقد أصابنا الدوار، ولازمنا الغثيان!!
فأجواء المرأة (العربية) عجُّ وغبار، ولسع نار!.
|