الولايات المتحدة الامريكية غيّرت النظام العراقي بالقنابل والدبابات، وهي التي غيرت النظام الأفغاني من قبل بنفس أسلوب الردع والترويع.. وهددت سورية وإيران بنفس المصير.. بل إنها هددت دولا أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا بالعقاب المناسب في الوقت المناسب! فلماذا لا تفعل نفس الشيء مع إسرائيل؟ سؤال صعب وسخيف في الوقت نفسه.
صعب لأن إسرائيل ليست مجرد دولة قائمة في الشرق الأوسط، والحال أنها الدولة الوحيدة التي ترفض مبدأ الحدود مع جيرانها لأنها تريد نهب المزيد من المساحات لأجل صياغة حدودها الجديدة وفق عبارة (الدولة الكبرى)، وسؤال سخيف أيضا لأن أمريكا تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الأصوات اليهودية في الانتخابات المقبلة، سواء كان المرشح جمهوريا أو ديمقراطيا أو حرا.
فاليهود كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي (أرييل شارون) يشكلون رئة الولايات المتحدة ولا يمكن الاستغناء عنهم الى الأبد!
ما يحدث في العالم اليوم هو محاولة خلق كل أنواع اللاتوازن لأجل فرض حالة الحصار السياسي على الدول التي لم تفهم بعد أن العولمة هي الأمركة ولا شيء آخر سواها.
أمريكا تحارب العراقيين لأجل ماذا؟ لأجل (إقامة الديمقراطية؟) النظام العراقي الفاسد انتهى، وانتهت معه (أسطورة) صدام حسين في حفرة لا تتسع لفأر، فما جدوى الآن كل هذا الدمار الحاصل في العراق؟ ما جدوى مطاردة العراقيين باسم الديمقراطية؟ وما جدوى إقناع العالم أن الولايات المتحدة هي الراعية المثلى لمبادئ (التمدن الحضاري) الذي تربطه الكثير من الجهات بالتغيير الاقتصادي الشامل والذي يأتي آلياً بالتغيير السياسي لأجل المزيد من التبعية للأقوياء.
إسرائيل والولايات المتحدة تنهجان نفس الخط تقريبا. فإسرائيل تحتاج الى الدعم اللوجستي والدبلوماسي الأمريكي وأمريكا تحتاج الى أصوات اليهود الذين يشكلون القوة الضاربة في امريكا ليس لأنهم فاعلون بل لأنهم يتحركون ولأنهم يظهرون في أماكن القرار وبالتالي يضغطون في إطار ذلك القرار نفسه.
(لومانيتي) الفرنسية |