* جازان - محمد عطيفة:
لا يسع المرء إلا أن يفتخر عندما يرى انجازات الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان وذلك من خلال ما تقدمه لمنتسبيها من خدمات متعددة وخاصة في العامين الماضيين، فقد أخذت على عاتقها اقامة مركز تدريب لتأهيل الشباب وتوطين الوظائف خاصة في منطقة ينقصها كثير من الخدمات، وقد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان - حفظه الله ورعاه - منذ شهور هذا المركز وأشاد به واعتبره خطوة نحو الارتقاء بالمنطقة ودخولها في المسار الذي يرفعها إلى مثيلاتها من مناطق المملكة، فالشباب في هذه المنطقة كثيرون جداً ويحتاجون إلى مثل هذه المرافق في ظل الصعوبات التي يواجهونها في القبول للجامعات وأقام المركز علاقة وثيقة مع لجنة السعودة بالإمارة ومكتب العمل بالمنطقة لعمل خطة يدعمها صندوق الموارد البشرية لتأهيل الشباب السعودي وتغطية حاجة سوق العمل بالمنطقة والمناطق الأخرى وفيما يخص إقامة المعارض السنوية جهزت الغرفة صالة متعددة الأغراض لتغطية هذه المناسبات وأي مناسبات تقام بالمنطقة وقد احتضنت الغرفة كثيراً من الفعاليات والندوات ابتداءً من منتدى جازان الاقتصادي الذي تمخض عنه الكثير من التوصيات التي عملت الغرفة على تحقيق الكثير منها وانتهاء بمؤتمر الاستثمار الصناعي والعمل التعاوني الذي شارك فيه كثير من أهل الخبرة الذين تحدثوا عن خبراتهم في هذا المجال وقد شارك فيها ثلاثة وزراء.
وقال رئيس مجلس إدارة الغرفة المهندس فهد بن عبد الله قلم إن المجلس اتخذ قراراً بإنشاء مركز تدريب على مستوى راقٍ في اجتماعه الثاني والعشرين بتاريخ 29-8-1422هـ وتم تفعيل ذلك في اجتماعه بتاريخ 23-4-1424هـ بتكليف الرئيس بالتفاوض مع أحد الخبراء في هذا المجال والذي قام بإعداد دراسة لهذا الموضوع على غرار ما قام به من دراسة لغرفة أبها، ولاقت الدراسة استحسان المجلس عند عرضها ووافق بتاريخ 29-12- 1323هـ وتم الاتفاق معه لهذا الغرض بتاريخ 23-1-1424هـ ثم أقر المجلس إقامة المشروع وتكليفه مشرفاً غير متفرغ على المركز وتمَّ الاتفاق معه على ذلك بعد موافقة جهة عمله بتاريخ 19-12-1424هـ وعليه تمَّ التعاقد معه بتاريخ 27-12- 1424هـ.وفي إطار الدور الرائد الذي تلعبه الغرفة التجارية بجازان وبرعاية ومتابعة كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز - حفظه الله - ورعاه يواصل مركز تدريب الغرفة التجارية الصناعية مسيرته الناجحة التي تهدف إلى تقديم خدمة متميزة لأبناء المنطقة الأمر الذي طالما افتقدته منطقة جازان وأجبر العديد من أبنائها بالسفر بعيداً عن أسرهم للحصول على فرصة تدريبية جيدة وقد حظي المركز لهذا الدور بتكريم كبير من لدن صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان - حفظه الله ورعاه - الذي شرَّف حفل افتتاح المركز وأشاد بتجهيزاته ورغم العمر الزمني القصير للمركز الذي لم يتجاوز العشرة أشهر، فقد استطاع خلال هذا الوقت القصير من عمره أن يحقق العديد من الإنجازات من أهمها: استطاع المركز خلال النصف الأول من العام المالي أن يحقق نسبة 40% من الخطة المقترحة التي مثلت دراسة الجدوى التي أقيم المركز على أساسها ليس من الناحية المادية فحسب، بل من النواحي الأخرى التي تتمثل في الوصول إلى الهدف الرئيس والهاجس طالما اشغل مجلس الإدارة والمتمثل في تأهيل الكوادر السعودية لشغل الوظائف التي يحتاجها سوق العمل وهذا بحد ذاته إنجاز كبير وتشير البرامج القادمة إلى أن المركز سيحقق أرقاماً مهمة وصعبة نظراً لحاجة سوق العمل بالمنطقة.
وأسهم المركز بشكل كبير ومؤثر في قضية سعودة الوظائف ضمن الإطار العام لتوجه الدولة وبالتركيز على الوظائف المطلوب سعودتها فقد نظم المركز برنامج السفر والسياحة الرامي لسعودة وكالات السفر والسياحة وشارك فيه 18 طالباً يشكلون الدفعة الأولى من هذا البرنامج.
ووقَّع المركز اتفاقاً مع مصنع مياه الجنوب (مياه مزن) لسعودة 25 وظيفة فنية بالتعاون مع مكتب العمل ولجنة السعودة بالمنطقة والتي تقدم عوناً متميزاً للمركز، وسيتم خلال الأسابيع القادمة توقيع عقود توظيف 25 طالباً في برنامج السياحة والفنادق الذي يهدف إلى سعودة وظيفة موظف الاستقبال في جميع فنادق المنطقة والشقق المفروشة ووقع المركز برتوكول تعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية في الرياض والذي يقوم الصندوق بموجبه بتمويل مكافآت الطلاب في هذه البرامج ويلقى المركز كل تعاون وإشادة من قبل الصندوق.
واستطاع المركز خلال الفترة الماضية أن يخرِّج دفعتين من طلاب المستوى الأول في اللغة الإنجليزية بما يزيد عن 50 طالباً ودفعتين من طلاب المستوى الأول في اللغة الإنجليزية بما يزيد عن 30 طالباً ومجموعة كبيرة من طلاب الحاسب الآلي، واستضاف المركز ولأول مرة في المنطقة الجنوبية برنامج الماجستير إدارة الجودة الشاملة الذي تقيمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا إحدى مؤسسات جامعة الدول العربية وقد استفاد من البرنامج 45 طالباً والبرنامج يلقى إقبالاً كبيراً، وتم تدريب ما يزيد عن 100 من النساء في القسم النسائي في برامج اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، وقام المركز بتنفيذ العديد من الدورات لصالح الشركة السعودية للكهرباء وقد تم تدريب ما يزيد عن 70 موظفاً في قاعات المركز بالتعاون مع شركة نيو هرايزن العالمية.
ونفذ المركز عدداً من الدورات التطويرية كان أبرزها استضافة الدكتور علي الحمادي خبير الإدارة وفنون الإبداع لمدة ثلاثة أيام، ونظم دورة التعامل مع الآخرين لصالح الشركة السعودية للكهرباء.
فيما أوضح نائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ محمود بن علي الأقصم جهود الغرفة حول قضية تكاليف الصالة أن الغرفة أقامت صالة تعتبر معلماً بالمنطقة لإقامة المعارض والمناسبات العامة والفعاليات الاقتصادية وخلافه ولكن التقرير يذكر أن تكاليف الصالة مبالغ فيها كما أن الصرف عليها تمَّ دون موافقة المجلس وتعتبر الصالة فعلاً من المعالم الجميلة ولها أغراض وفوائد نعتقد أنها ستغطي تكاليفها فهي تعتبر أصلاً من أصول الغرفة ومهما كلفت فهي ملك من أملاك الغرفة.وأما ما ذكر عن أن المجلس لم يوافق على الصرف عليها فهذا ليس صحيحاً فالمجلس يناقش الصرف على مثل هذه المشاريع كل ثلاثة أشهر ويعلم أن المصاريف تجاوزت ما تم في الدراسة الأولية للتكاليف وذلك أن المجلس قد أقرَّ كثيراً من التعديلات بالصالة وهي التي تحسب في زيادة التكاليف وحتى المبلغ الذي وصلت إليه ليس مرتفعاً إذا ما نظرنا لمستوى التنفيذ والأسعار السائدة بالسوق.
فيما قال أحمد بن حسن الحمزي رئيس اللجنة المالية إن الغرفة التجارية ليست جهة ربحية فهي تدعم كل فعاليات المنطقة سواء كان ذلك من خلال دعمها لصندوق المنطقة أو الدعم المباشر لفعاليات لها عائد اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي للمنطقة والغرفة ليست مديونة ولكن عندما تقدم على تنفيذ مشاريع مكلفة لا بد أن مستوى السيولة ينخفض وهذه المشاريع كفيلة مستقبلاً بتعويض إيرادات الغرفة التي هي بصدد خلق إيرادات إضافية كي تستطيع أن تحقق وتنفذ البرامج التي تخدم المنطقة اقتصادياً واجتماعياً، أما أن تكون مديونة لجهات خارجية فهذا ليس صحيحاً.
وذكر محمد حسن شرف آل الهادي أن منح المجلس صلاحياته للرئيس بموجب قرارات وهذا هو المتبع في الغرفة التجارية في تصريف شؤونها ولما تقتضيه المصلحة لسرعة البت لبعض الحالات يمكن للرئيس ممارسة هذه الصلاحيات في حدود قرارات المجلس ولم يتضح للمجلس حتى الآن أي تجاوزات، وقال المهندس محمد بن صالح بابقي إن رئيس المجلس ملتزم بقرارات المجلس وتنفيذها ولم يتضح أنه تجاهل قرارات المجلس أو تراخى في تنفيذها وإلا لاتخذ المجلس قراراً بهذا الشأن.كما أشار التقرير إلى أن سبب تدهور الأوضاع المالية بالغرفة يعود إلى التخطيط غير الواضح المعالم لإدارة الغرفة والارتجال المتمثل في الصرف فقط دون النظر إلى العواقب والإسراف في الصرف دون مسؤولية رغم التحذيرات في الكثير من الاجتماعات واللقاءات.
وحول ما ذكر عن تدهور الأوضاع المالية بالغرفة أوضح الشيخ عبده محمد مريع أن المجلس أعد خطة تمَّ تقديمها لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة - حفظه الله ورعاه - عند تشكيل هذا المجلس وهي تتكون من ثماني نقاط وقد التزم المجلس بتنفيذها خلال المدة المتبقية لهذه الدورة وهي في حدود العامين وقد تم إنجاز هذه الخطة في أقل من المدة المقترحة ونقاط هذه الخطة ما يلي:
- رفع مستوى التعاون مع مقام الإمارة لدعم صندوق المنطقة وتطوير إيراداته.
- تفعيل دور ميناء جازان والاستفادة القصوى منه تجارياً وتسويقه لدى المستوردين والمصدرين بالمملكة ودول الجوار.
- دعم العمل التعاوني المتمثل في اقامة جمعية تعاونية متعددة الأغراض وتفعيل دور الجمعيات التعاونية.
- الاستفادة من قانون استثمار الأراضي الزراعية والثروة السمكية بدعوة رجال الأعمال والشركات المتخصصة لزيارة المنطقة.
- الاستثمار في إقامة مستودعات بالمنطقة بالتنسيق مع البلدية.
- إنشاء مركز تدريب على مستوى راقٍ يكفل تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية لتحقيق مطلب السعودة.
- إنشاء صالة معارض لتنشيط إقامة المعارض العامة المتخصصة وتوفير إيرادات إضافية للغرفة.
- نشر الوعي الإلكتروني من خلال ايجاد موقع للغرفة على شبكة الإنترنت.
|