قد نتساءل عن تردي مستوى التمثيل في بلادنا وجموده.. ولذلك عدة أسباب أهمها قلة العناصر التمثيلية الجيدة بالرغم من إنتاجنا للون واحد من التمثيل وعدم إجادتنا لأدوار التمثيل إلا الكوميديا.. أي اللون الساخر وهذا اللون هو أبسط أنواع التمثيل بسذاجته ولكنه يحوي بعداً كبيراً في التأثير على نفوس المشاهدين..
فأسلوبه المضحك قد يجذب إليه الكثير كوسيلة لإيصالهم إلى غاية ما.. قد تكون المحور الأساسي والركيزة التي من أجلها وقف الممثل يترتر أحياناً.. ويهذي أحياناً.. ونحن نسخف أحياناً.. بل نتشدق بالضحك متناسين الجهد المبذول من الفنان.. إنني هنا لا ألوم فنانينا على انتهاج هذا اللون دون غيره من الألوان الدراماتيكية والتراجيدية، فلقد استطاع شكسبير بمسرحياته الساخرة أن يوقظ الحضارة في حياة شعوب أوروبا.. ولكن أرجو ألا يثير ذلك حفيظة إخوتنا النقاد.. فيستغلون ذلك في دعاباتهم ويتهمونني بالمغالاة والمغالطة في مساواة ما يقدم هنا من تمثيل بما يقدم عالمياً من أعمال شكسبير.. ولم أتطرق لذلك مقارنة، بل تعظيماً لما يقدم من أعمال مسرحية تنبع من نهر (الكوميديا) لشعبيتها.. وذيوعها.. وسرعة تأثيرها في الجمهور المشاهد بمختلف طبقاته.. وتفاوت مستوياته الذهنية.
|