اعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان
عشتُ ذا أملٍ كبيرٍ وطموحٍ لا حد له حتى توصلتُ بعد (قرابة ثلاثين عاماً) إلى منصبِ مُستشار فعَّال وكلما عُرض عليَّ منصبٌ آخر أعتذر لكوني استفيد كثيراً من هذا المنصب نفسياً ومعنوياً ومادياً.
كُلفتُ بحكم فراستي وكوني الفعال الجيد في هذا العمل بمتابعة (موظف) جيد ومُطلع لما نما إلى علمنا عنه من كلام بل قد وقفنا فعلاً على شيء مما أتهم به فراقبناه قرابة أعوام عديدة ووقفنا في (وجهه) في وظيفته وطموحاته. لست متديناً لكنني أصلي وأتصدق وأرحم، عنَّ لي في حال من الحالات بعد كبر سني وموت ثلاثة من أعز أحبابي وما أحس به من مجهول أو معلوم (عنَّ لي) أنني مبالغ جداً في حق ذلك: (الموظف) الذي لعله مريض نفسياً أو محسود أو هو احمق لا يقدر ما يقول أن أعوضه فلعله ممن ظلمتهم بعلم أو اجتهاد أو بحذر لمجرد (الحوطة)، المشكلة أنني أحب وأكره لذات المصلحة حتى تبقى حياتنا دائمة وان كان فيها ما يكون من تجاوزات فكيف ترى..؟
م. م. م. .. المغرب
ج - لعلك من ذلك النوع : الحر الكريم القوي لعلك هكذا يخيل إليَّ من خطابك (55 صفحة) لكنك من جهة ثانية تعيش في دائرة مغلقة تظن أنك لست فيها أبداً بل تظن أنك أذكى الناس وأدهاهم وأسيسهم للأمور وأنت الى هذا : تحب الاطلاع على ما حولك من: خبر وحال ..الخ وتعرف ما أقصد.
وأنت إلى ما ذكرت فطن جداً أي نبيه تعامل كلاً بما يصلح له بذكاء وحذر، فهل تريد المزيد كلها.
أنت ظالم مهما عللت، وجسور مهما عللت ومركزي ذكي جشع مهما عللت ولست موهوباً بالمعنى العلمي النفسي لكنك حاد الذكاء وذو تجربة طويلة وحذر وترقب فأنت بين حالتين قد تعلمهما أو قد تشعر بهما سيان.
* الأولى: أنك من ذلك النوع الذي قد يخدع بالتزلق ولأنك تنشد دوام الحياة كما تقول فأنت تجمع معك ومن حولك ذوي المصلحة حتى وان بدوا أطوع لك وأخلص (منك) أنظر مثلاً أموالهم سكناهم أولادهم مصلحة في مصلحة لكن هبك ذهبت بصورة من الصور فماذا يكون الجواب..؟
الثانية: أنك من ذلك النوع الذي تغيب عنه أمور كثيرة تظن أنك تعلمها جيداً فلا يغيب عنك شيء البتة.
بل تخال أنك في كثير من حالات كثيرة لا يُعلم عنك، وسبب هذا فقرك الأدبي أو فقرك الاستقرائي لمعنى التاريخ وسير التراجم فأنت من ذلك النوع الذي تدفع غيرك ليكون في مواجهة من لا تريده.
وأنت من ذلك النوع الذي إذا حقد حقد خاصة ما يتعلق بالتهم التي تصل إليك حتى وان صح منها 10% أو قل 5%، وأنت من ذلك النوع الذي تطيل النفس مع (الآخر) ليموت كمداً أو هماً أو مرضاً فلا عليك ما دام متهماً.
وأنت من ذلك النوع الذي يتأثر بما يحصل له من: (آلام وصدمات) لكنك لا تتعظ ولا تفكر بمنطق العدل بعد مرور وقت على ألمٍ ما أو صدمة ولو كانت موجعة.
وهناك: (حالة نفسية مروعة ذات خطر مبيد) تحوط من هو مثلك تلك: أنك تعيش آمالاً عريضة وتخطط وتصنف وترصد وآمالك هذه لعلها ناتجة من طول الامل أو تحقق غالب مرادك مع درجة قصوى هائلة أنك كاسب للحياة بحال ما وهذا تجعلك تعمى عن: العدل، كما هو لا كما تراه فتنطلق من جراء ذلك إلى: الحذر والظلم والكسب والمركزية والتحطيم نفسياً ومادياً لمن تتهمه.. إلخ.
فهل أدركت..؟ لعلك وان بدا منك ما بدا إزاء اجابتي هذه تجاه السؤال، أجزم جزماً قاطعاً من نظر: السنن والعبر والآيات والصروف أنك من نوع تأخذ بالهمة فتظلم ومن هذا ترى (الله) قد تدرج معك ما بين:
موت ثلاثة أعزاء.
كبر سن.
حذر وتخوف.
وها أنت تقول ماذا ترى..؟
ماذا أرى لك وأنت مجرب وحكيم وذو جاه ومال وحياة.
يا رجل اعدل وللعدل حالات وصور خاصة مع ضعيف أو مريض أو مضطر أو كما تقول: أحمق. اعدل وقدر واجعل نفسك (حقاً) مكان من أسأت إليه حينما نقل إليك عنه ما نقل ولا تأخذك العزة بالاثم فإن غلبة الضعيف والمريض والمقهور والمضطر في حال عزك وجاهك غلبة ليست غلبة لأنك (والذي نزل القرآن) بين يدي حكم عدل يأخذ بالتدرج وهذا يحتاج إلى (فقه منك) فهل تفعل وترد الاعتبار وتتصاغر أمام الله لتجد عزاً وجاهاً وحياة أنت تنشده في وقت أو موقف يدكك هناك عدلك مع ضعيف ومضيوم ليس له الا الله.
هذا الذي أراه لك.
|