الشيخ صالح بن سعد اللحيدان -وفقه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد أشرتم في كلام علمي سابق الموهبة في مجال: (التعليم والقضاء) وهذا الكلام في محله لكن كيف تصنع: الموهبة في هذين العلمين؟
وكيف نستطيع : المحافظة على الموهبة؟
فليتكم بينتم ضرورة الموهبة والشعور بالمسؤولية تجاه: التعيلم والقضاء وكذا الفتيا والادارة مما ورد في سور كثيرة ومما صح من السنة.
وهو أمر ضروري كما تعلمون بل هو لازم حتى يكون الأداء في مكانه وحتى يتجدد العطاء ويدوم النبوغ الذي قد تتولد منه المواهب.
عبداللطيف العقيل
الدمام - مفتش سابق
في ادارة التعليم
***
فضيلة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان الموقر
تحية طيبة مباركة أزفها إليك وبعد:
فهناك أمر أحببت الاشارة إليه بعد إطلاعي على إجابات علمية عالية القيمة تفضلتم بها وذلك بعد حصولي على موقعكم في: الانترنت وتأملي ما ذكرتم عن بعض: الأمراض العضوية والذي دعاني إلى الكتابة إليكم هو: سعة صدركم وايجابيات كثيرة منكم تجاه علم النفس ومعالجة المرض عن طريق التعليمات والخطوت العملية الممتازة، والذي أود ذكره هنا هو أن هناك علاقة قوية جداً بين (المرض النفسي.. والمرض العضوي) فالمرض النفسي يكون سبباً قوياً في : الاصابة بالمرض العضوي، وقد يكون العكس صحيحاً إذا كان: (المرض العضوي) مؤثراً وبالغ الأثر، كم كنت أود أن تشيروا إلى هذا في بعض اجاباتكم السديدة وآمل تقبل شكري.
د. محمد سعيد حمادة القحصي
سورية - دمشق
الحميدية
***
الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فلعلك تنشر رسالتي التي اكتبها بحكم تجربتي وقراءاتي في مطولات الكتب التي ذكرت التخصصات الدقيقة في : العلوم والآداب والقضاء والفتيا مثل كتاب (تاريخ بغداد) و(أخبار القضاة) و(صفة المفتي والمستفتي) و(أخلاق العلماء) و(السياسة الشرعية) وغيرها التي لابد لقارئها أن يخرج بفائدة مهمة هي: ضرورة التخصص العلمي من حين تخرج الطالب من (الابتدائية) إلى حين تخرجه من: (الجامعة) بدل هذا الحشر الكثير من المواد المثقلة لعاتق الطالب مع ابقاء أصول مهمة ككتب: التوحيد والفقه، واللغة.
ولي فيكم وقد عودتنا ضرورة التجديد في (الإدارة، والعلم) لي فيكم مخاطبة من يهمه هذا الأمر في بلد معطاء رائد ينشد التقدم وينشر الجديد، ولا يألو جهداً لحماية الإسلام بحماية العقيدة واللغة والمواهب الفاعلة.
سعيد بن أحمد دبلوح دومان القحطاني
أبها
***
فضيلة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فكم نقدر لكم إيجابيات لكم طويلة تجاه حالات نفسية وإدارية كنتم فتحاً لحلها عبر مخاطبتكم المسؤولين الكرام الذين تجاوبوا ما بين: نقل وتعيين ورفع مكروه، وأنتم تعلمون ما نعانيه (نحن المعلمات) المتزوجات من (فرقة البيت، وفرقة الولد، وخوف الطريق، وخوف المجهول) ما بين هم وقلق خشية فوات مصدر الرزق الراتب الذي نحن بحاجة إليه جداً لظروفنا وحالتنا وعوزنا، فهل من (حل) قاطع لهذا نحن اللاتي فارقنا الزوج والبيت والولد دع عنك السفر قبيل الفجر والوصول إلى البيت مرة أخرى بعد العمل قريب المغرب.
كيف نقوم على حق الزوج؟
كيف نقوم على أمانة الولد؟
كيف نقوم على حال البيت؟
بجانب متى نحضر الدروس؟
إلخ.. مما لا يخفى على وزارة التربية والتعليم، فبالله عليك ألا نظرة واقعية تعيش مُعاناتنا، معاناتنا النفسية والبدنية والروحية، ألا نظرة واقعية تنظر حالتنا بتوزيع الفرص، وتقدير الظروف ودراسة عاجلة لحالتنا بعد أن أصيب بعضنا بآثار نفسية حادة نتيجة الحوادث حوادث السير، وحوادث البعد الذي ولد آثاراً نفسية من عاشها أدرك الضرر الحاصل علينا.
أ.م.ع - هـ. ع. ع. أ - ح.م.ي. أ
الرياض
***
الفهم أساس العلم هكذا.. دائماً.. أنت تركز على هذا.
فكيف يكون.. هذا..؟
ع.. السالم.. الدرعية
ج - الفهم صفة ذهنية عقلية تحصل إذ تحصل بتدافع المعارف، وتراكم التجارب بصفة أنها موهبة ربانية، وإذا كان الفهم مدخلاً صادقاً للعلوم والآراء والنظريات كان لابد من ركائز يقوم عليها فمن ذلك:
القائل
المقول
المُلتقى
ويُصاحب هذا ولا يحيد عنه:
صدق الدافع للطرح
التجرد التام للفكرة
الوعي العام للمراد طرحه
وما لم يكن الأمر كذلك فإن الساحة في العلم تصدر عن عواطف ليس إلا والعاطفة إذا طغت، إذا هي تقدمت العقل أصبح الفهم معوجاً ونتج عن هذا استمرار الجدل بسبب سوء الفهم إلى ما لا حد له ودائماً كنت أذكر بضرورة الفهم حتى لا يسيء البعض إلى البعض الآخر ولو بحسن نية.
ودائماً أيضاً كنت أوصي بضرورة نظر الموهبة والمحافظة عليها لا أن نعجب بها فقط، لكن نحافظ عليها بوعي وجد ونحميها كذلك لأننا إذا لم نفعل ذلك فإن من المعلوم أننا نسير في طريق ينحدر بالحياة العلمية والفكرية إلى منحدر صعب جداً، وقد تكون الموهبة تسير مساراً ضاراً بالانسان وحياته ومن حوله فالفهم إذاً هو المنطلق الصحيح للحياة الصحيحة دون ريب وبغير هذا يكثر القول هنا وهناك دون ضابط إذ تتحكم العاطفة فيتبعها الفهم وتكون النتيجة خسران الفهم ذاته حيث جعلته منطلقاً من منطلق ضيق لا يبرح أن تفوح منه رائحة إنعكاس المراد.
فلابد والحال هذه من التجرد والوعي والاطلاع المتمكن حتى يسير الفهم مساراً صحيحاً ويكون العلم ذا انطلاقة عبقرية فذة يبدي بإذن الله تعالى ويعيد.
أرأيت كيف فهم الصحابة النص وكيف علموا ذلك ثم أرأيت كيف كان التابعون؟ لا جرم فالفهم أساس لازم للعلم الخالد أبد الدهر.
ملخص محاضرة علمية
لصالح بن سعد اللحيدان
12-7-1413هـ
ولعل أخطر ما يواجه العلم في هذا الحين هو ضعف الخلفية بالنسبة (لمعرفة، الدليل) وموطنه ووجه الدلالة منه، إضافة إلى وجه المعارضة والنسخ والتقييد والعام والخاص.
فالعالم يلزم منه جداً أن يكون على درجة عالية من هذا كله وإلا أصبح أمره مجرد واعظ فقط.
ذلك ان سلامة الدليل وصحته والوقوف على المراد منه إزاء السؤال، ومعرفة أحوال الدليل كلها أمور لازمة للعلماء خاصة في مثل هذا الحين الصعب.
وإذا كان الإنسان قد تفتح واطلع فهو بسؤاله لي ولغيري يريد العلم بدليله الصحيح السالم من (العاطفة) و(الانشائية) والتلقين، حتى يتمكن من الوقوف والسير على أرض يعرف منها وفيها موطئ قدم هناك وهناك، لا يضير العالم إذا طولب بالدليل أن يُجيب، أو يقول سوف أبحث .. إلخ.. فهذا علم بذاته يقوم على أساس التواضع للحق، ونشر المشاركة بين الخلق لبث العلم الصحيح، لقد كان الصحابة، ومن بعدهم حتى القرن الثالث يعلمون ويتعلمون لكن بالدليل الصحيح والفهم السديد بعيداً عن استعمال العقل فيما لا يعرفه العلم فهماً بل الأمر كله يعود إلى الجد والتجرد والافساح للموهبة أن تنهض فتقوم فيحصل بهذا: التجديد، والابداع، والاجتهاد. والذي يقرأ الصحابة والتابعين من خلال سيرهم النابهة الجليلة يجد كم كانوا عليه من الورع والتقوى وسعة الخلفية على العلوم والمعارف خاصة الدليل وقصده.
خذ مثلاً: معاذ بن جبل.
خذ مثلاً: عبدالله بن مسعود.
خذ مثلاً: أبي بن كعب.
خذ مثلاً: زيد بن حارثة.
خذ مثلاً: علي بن أبي طالب.
خذ مثلاً: عمرو بن العاص.
خذ مثلاً: معاوية بن أبي سفيان.
خذ مثلاً: أبو الدرداء.
.. إلخ.. وهذا غيض من فيض.
وخذ مثلاً أهل القرن الأول (من كبار التابعين) كما ذكرهم إن سعد في الطبقات، وأبو نعيم في الحلية.
سوف تجد هناك إشارات حية ناهضة من العلم بدليله الصحيح مع حياة ترفرف عليها روح الجد والزهد والورع وحب الخير للغير.
|