يتميز مجتمعنا السعودي بحمد الله بمزايا كريمة ويتحلى بأخلاق فاضلة وعادات كريمة وفضائل أخلاقية ومن ذلك الفضيلة والحفاظ عليها ولقد قرأت ما كتبه الأستاذ الصديق علي بن أحمد الشدي عن دعوته إلى جمعية للدفاع عن الفضيلة حيث إن هناك بعض التجاوزات من الأقوال والأفعال والكتابات التي يلاحظ أنها زادت في الفترة الأخيرة في ظل انشغالنا بالهاجس الأمني وضرب بعض الأمثلة في ذلك ولا شك أن واجبنا، أدباء وكتاباً وصحفيين وإعلاميين أن نكرس الجهد في الدفاع عن الفضيلة بأسلوب الوقاية قبل وقوع الحدث، وان التوعية والتصدي لكل ما يخدش الأخلاق من الأقوال والأفعال والكتابات والبرامج الإعلامية وغيرها واجب على الجميع وبخاصة الكتّاب، فهم القدوة الحسنة والمثل الأعلى للصدق في القول والعمل وأن تتمشى هذه الفضيلة معهم في كل حياتهم العامة والخاصة والوقوف مع الفضائل والأخلاق القويمة دفاعاً عنها وتطبيقاً لها.. وقديماً قيل:
تهدى الأمور بأهل الرأي إن صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد |
إن نشر الفضيلة والدفاع عنها واجب كل فرد في المجتمع وهي رسالة كبرى لا بد أن يحملها من هيأه الله لذلك ويرعاها الأب في البيت والمعلم في المدرسة والأستاذ في المحاضرة والخطيب في المنبر والإمام في المسجد والأديب فيما يكتب من أدب أو رواية أو قصة والمؤلف في الكتاب والصحفي فيما ينشر والشاعر فيما ينشد وكل ذي فن في فنه وفي أي جانب من جوانب حياتنا الثقافية والاجتماعية وأن نتخلق بصفات الأمانة والصدق والفضيلة وتوضيح المنهج القويم للأدب والأخلاق وفي الحديث: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً) ومن أجل الصفات التي حثت عليها شريعة الإسلام الفضيلة وهي الصفات والأخلاق التي يتواصى الناس برعايتها ويستعينون الله على دوامها ولكي يتخلق الإنسان بهذه الصفة عليه أن يكون ذا ضمير يقظ يدفعه إلى فعل الخير واجتناب الشر والبعد عن أذى الآخرين وتأدية الواجبات بعزيمة صادقة وهمة عالية والبعد عن الجرائم والشرور وكل عمل يتنافى مع الفضيلة والقيم الكريمة لهذا المجتمع هو عمل عدائي موجه إلى صميم كياننا ومقومات حياتنا وجذور نهضتنا وتطور بلادنا وإني على يقين يا أخي على أن الفضيلة في مجتمعنا بحول الله وقوته ستعلو وتنتصر وكل كلمة تدعو إلى ذلك هي باعث الخير التي تصب في نشر الفضيلة وصدق الله العظيم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} إبراهيم 24 - 26
وبعد فكم نحن في حاجة في هذه الأوقات الساخنة إلى التكثيف والإكثار من التوعية السليمة والتوجيه الصحيح لأننا نخشى من ناحيتين، التحلل من الدين والأخرى الغلو في الدين.
فلنحرص على تنشئة أولادنا وشبابنا على الفضيلة والتخلق بصفاتها الكريمة وان نكون قدوة طيبة لهم في التحلي بالفضائل ومكارم الأخلاق ومثلهم العليا فيشبوا وهم رجال لهم خلقهم الرفيع وبذلك يكتب الله لنا العزة والسعادة والخير والتوفيق..
ونسأل الله أن يجنبنا مظلات الفتن وشرور المحن وبخاصة في هذا العصر الذي يموج بتحولات نوعية هائلة.
|