كل الأطراف والقوى المتصارعة، رغم تناقضها، تتفق على الترحيب بالمرجع الشيعي الأعلى الشيخ السيستاني، ما يعني أن هناك فرصة مواتية للخروج من أزمة النجف التي استقطبت كامل الوضع في العراق إلى ساحتها، وبدا كما لو أن العراق سيخرج من مشاكله المتعددة إذا نجح في التسوية بالنجف..
إذن الآمال عريضة لتجاوز الأزمة وينبغي عدم تفويت الظرف الراهن واستغلال المعطيات السياسية المتمثلة بشكل خاص في وجود السيستاني ومعظم أطراف الأزمة في ذات المكان مدينة النجف للخروج من الأزمة.
الوضع العراقي محفوف بالكثير من المخاطر ومع انتشار السلاح في الأيدي بكثرة فإنه حتى النزاعات الصغيرة غالباً ما تكون تسويتها بالبندقية، ونلاحظ أن مهمة السيستاني وجدت أمس من يحاول عرقلتها، فالانفجار المروع في الكوفة الذي أدى إلى مصرع العشرات لا يمكن النظر إليه سوى من زاوية وقف الاندفاعة القوية تجاه التسوية..
ومن المتوقع دائماً ظهور المزيد من العراقيل ما ظل هناك من يحاول إبقاء العراق في حالة التوتر وعدم الاستقرار وطالما بقي هناك من يحاول أن يفرض الحل الذي يرتئيه هو وليس الحل التوافقي الذي يستجيب لكل مرئيات ألوان الطيف السياسي في العراق.. ومن هنا فإن الكثير من الحذر مطلوب، ولن يتحقق الكثير من التقدم إلا بالالتزام بقدر كبير من ضبط النفس، كما أن ذلك لن يتأتى بمجرد الأماني وحسن النوايا بل إن الأمر يتطلب توافقاً يعتمد على آليات سياسية محكمة لتوجيه التحركات وتتصدى لمحاولات الخروج من الخط الذي ترتضيه كل القوى السياسية.. إن فرصة الحل الراهنة تستوجب مثل ذلك العمل المرتكز على تعهدات قوية وإصرار أقوى على الخروج من كامل المأزق.
ومن المهم دائماً أن يتم إخضاع القوى الأجنبية للأجندة العراقية، بحيث تتصرف القوات ميدانياً وفقاً للإرادة العراقية وليس وفقاً لما تراه تلك القوى، خصوصاً في ظل التوترات القائمة حالياً.
|