إن مصطلح الغلاة والغلو والغالين مصطلح سمعنا ونسمع به كثيراً، وهو يعني الزيادة، ومجاوزة الحد المألوف {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ } سورة المائدة (77)، والغلو في الدين أمرغير محمود
لا تغل في شيء من الأمر واقتصد
كلا طرفي قصد الأمور ذميم
والذي أود أن أقوله في هذه العجالة: إننا نخطئ كثيراً حينما نركز على خطر الغلو في الدين - مع خطورته العظيمة - لكننا نتجاهل التفريط في الدين والتمييع فيه رغم أننا لو نظرنا إلى نسبة المتميعين والمفرطين في المجتمعات الإسلامية لوجدنا أننا نواجه خطراً عظيماً بسبب تفريط المسلمين في تعاليم الدين الحنيف على كافة المستويات والأصعدة العقدية منها والأخلاقية بل حتى في المعاملات وسائر التصرفات.
يجب أن تكون أفعالنا وأقوالنا وسطاً لأن الوسط هو منهج هذه الأمة - أمة محمد- صلى الله عليه وسلم - وسط بين الغالي والجافي، بين المفرطين المتساهلين، وبين المتشددين {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} واقرأوا إن شئتم كلام شيخ الإسلام- رحمه الله- في الوسطية مقرراً هذا المبدأ العظيم في وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة فنسأل أن يدلنا على الحق وأن يجعلنا من المتمسكين به.
( * ) الرياض |