رسالة مع التحية

معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الدكتور محمد بن سعد السالم وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
فإن هذه الجامعة بما فيها من تخصصات شرعية، واجتماعية، وتربوية، ونفسية، وما تضمه من كوادر علمية عالية التأهيل تظل أكثر قدرة من غيرها على إجراء البحوث والدراسات في تلك التخصصات، والحوادث النازلة، والقضايا المعاصرة التي تجتاح مجتمعنا وغيره من المجتمعات الأخرى، وما أفرزته من عادات، وطرائق في التفكير، والتصور ألقت بظلالها الكئيبة على حياة الناس وتعاملاتهم فانزلق بعض أبنائها في آتون تنظيمات لها أفكار، وطروحات غالية، وأخرى لها سلوكيات منحرفة، وتقليعات شاذة، وأخلاقيات مشينة، وممارسات سطو واعتداء، وتخريب، وإزعاج.
ومثل هذه الأدواء بحاجة إلى دراسات راشدة تنبع من رؤية شرعية أصيلة، وترتكز على سبر لأغوار هذه المشكلات، وتحليل نفسيات الشباب ودراسة واقعهم الأسري، ومحيطهم الاجتماعي والمعيشي والعملي، ومستوياتهم الفكرية، والعوامل المؤثرة فيهم والدوافع لتصرفاتهم.. إلخ.
ووضع الوصفة العلاجية الشاملة التي تعينهم على أن يكونوا مواطنين صالحين نافعين لأنفسهم، وأهليهم، ومجتمعهم وهذه مهمة مراكز خدمة المجتمع، وطلاب الدراسات العليا وبحوث الترقية، وقد علمنا بوجود عدد من الدراسات من هذا النوع لدى كليات الجامعة لكنها لازالت حبيسة الأدراج مما يحتم إيجاد فريق عمل يقوم بإعداد خطة شاملة ذات شقين:
الأول: تخصيص نسبة من الدراسات في كل من التخصصات الشرعية، والاجتماعية، والنفسية، والتربوية لتتناول القضايا المعاصرة التي تمس حياة الناس، وأمنهم بشكل مباشر، ووضع حوافز تشجيعية لكل الطلاب والباحثين، والمشرفين والراغبين في طرق مثل هذه الموضوعات، ودراستها بعمق بعد إجراء مسح ميداني لها.
الثاني: وضع جدول زمني لنشر البحوث الموجودة واللاحقة في هذه الموضوعات، وتخصيص ميزانية لها من ميزانية الجامعة، أو عن طريق الدعم من المؤسسات، أو الأفراد، ومعاليكم يدرك أهمية ذلك، وفوائده الجمة.