عندما تجد رجلاً ذا حياء أو امرأة ذات حياء فيستحي الرجل أو تستحي المرأة من أي تصرف يشين تستبشر بالخير، وتتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير).
ولكن..! هناك أناس لا يتقدمون في حياتهم، ولا يستفيدون من أيامهم، بل ربما كانوا عائقاً وحجر عثرة لغيرهم، بسبب شدة حيائهم، وهذا لا يطلق عليه حياء، بل هو من الصفات المذمومة.
إن ما يدفع صاحب هذه الخصلة لذلك هو تفكيره الدائم لما سيقوله الناس عنه، فهو عندما يريد أن يفعل شيئاً ما يتخيل الناس وهم يسخرون منه، أو يستهزئون به، وفي كل شيء يريد أن يفعله يضع هذه الصورة أمامه، فيصبح بدرجة شديدة من الحساسية والتي تعتبر لدى العلماء النفسانيين حالة مرضية بحاجة إلى علاج.
وربما أودى هذا المرض بحياة صاحبه، أو أضاع قدراته وشبابه في لا شيء، فلا حرك ساكنا ولا كان له دور في مجتمعه بسبب خجله، فلا أشد على الإنسان من هذا الداء لأنه يولد الرياء والذي هو فعل العمل من أجل الناس أو في المقابل ترك العمل من أجل الناس..!!فليكن همنا العمل لوجه الله تعالى، وبما يرضيه سبحانه. وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لكل خير وسداد ويرزقنا الاخلاص في السر والعلانية انه سميع مجيب.
(*) موظف بإدارة الحاسب الآلي بالرئاسة العامة
لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر |