Friday 27th August,200411656العددالجمعة 11 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

نبض المداد نبض المداد
على رِسْلِكما إنها صفية
أحمد بن محمد الجردان

للوضوح اهمية كبيرة عند بعض الأشخاص وخاصة عندما يساء إليه بسبب وقوفه موقفاً من المواقف التي فيها مجال للريبة!!
وهنا يصبح الشيطان - أعاذنا الله منه - هو فارس الموقف ليقوم بالنزغ بين الناس ليجني ثمرات نزغاته ووساوسه فيقتنص فرصة وقوف أحدنا موقفا قد يساء الظن به أغلب من إحسان الظن به، فيوسوس - أعاذنا الله منه - إلى الآخرين ويزين ويزيف لهم ما ليس بحق بأن موقف فلان جاء من أجل كذا وكذا من الشبه والمحرمات.
وليس هذا فحسب بل يقوم ويدعم وساوسه ونزغاته تلك بأدلة يضفي عليها الواقعية - وهي ليست كذلك - مدعومة بالظن السيئ، فيفرق بين المرء وزوجه، والصديق وصديقه، والجار وجاره، والزميل وزميله، وهكذا حتى يجني ثمار سعيه بهدم الأسرة وانهيار الصداقات وفقد الثقة وبعد ذلك يترك الباقي من المسيرة في الإفساد لتتولى التراكمات والمشكلات النفسية والاجتماعية إنجازه وتعمل على تفاقمه حينما تتشابك التأويلات وتزيد!!.
ما العلاج.. وما المخرج لهذا الوضع المأساوي؟ إنه سؤال ملّح في هذه المرحلة نجد الإجابة عليه لدى طبيب البشرية الأول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي روته أم المؤمنين صفية بنت حيي - رضي الله عنها - والذي قالت فيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - معتكفاً - أي في المسجد، فأتيته أزوره ليلاً فحدثته، ثم قمت لأنقلب - أي أرجع - إلى بيتي فقام ليقلبني - أي يرافقني - فمر رجلان من الأنصار - رضي الله عنهما - فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال صلى الله عليه وسلم:
(على رسلكما فإنها صفية بنت حيي) فقالا: سبحان الله يا رسول الله.. فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خفت أن يقذف في قلوبكما شراً فيقال شيء) .
نعم - والذي نفسي بيده - صدق صلى الله عليه وسلمكم من شر قذفه الشيطان في القلوب، فقالت الألسن، وغمزت العيون، وتحركت جوارح أخرى مترجمة ما في القلوب من ذلك الشر لا لشيء إلا لأن السبل المؤدية إلى ذلك الشر لم تقطع في حينها وذلك ببيان حقيقة الموقف في لحظته!!، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سيد ولد آدم الذي ليس للريبة طريق إليه، بالرغم من ذلك كله يوضح حقيقة الأمر لاثنين من أصحابه - رضوان الله عليهما - فالموقف أرض خصبة لبذر وساوس الشيطان ونزغاته، ولكنه عليه الصلاة والسلام بادر عندما رآهما قد أسرعا - رضي الله عنهما - بايضاح حقيقة الأمر ولما قالا وكلهما عجب في ان يتبادر إلى ذهنيهما ان قرة أعينهما صلى الله عليه وسلم مجال للريبة:
(سبحان الله يا رسول الله..) بيّن لهما وللأمة إلى قيام الساعة ما قد يترتب على عدم المبادرة في بيان حقيقة الأمر إذا وقف المرء موقفا قد يساء إليه بسبب وقوفه له!!.
جدير بنا أن نعي كل الوعي هذا الدرس النبوي الكريم وأن لا نجعل ما يوسوس به الشيطان مانعا لنا من أن نهتدي بهديه صلى الله عليه وسلم، فإذا لم نفعل ذلك وصدقنا وساوس الشيطان بأننا لسنا محل ريبة أو تهمة مما يدعونا إلى السكوت ساعتها وعدم المبادرة بإيضاح حقيقة الأمر.
فما هي إلا لحظات وإذا بالشيطان - أعاذنا الله منه - ينقلب على عقبيه قاذفاً في قلوب الآخرين الشر ويقال بعد ذلك ما يقال، فتحاك القصص والأكاذيب وتبنى عليها ظلماً وزوراً مواقف تقرر قذارة سمعة إنسان وانحطاط قدره!!
رئيس هيئة ضباء: هذه المخيمات تملأ أوقات الشباب بالمتعة والفائدة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved