* لندن (رويترز)-باريس (اف ب):
تجاوزت أسعار النفط صباح أمس الخميس مستوى 44 دولاراً للبرميل أثناء المبادلات الإلكترونية، وذلك بعد أن فقد سعر البرميل أكثر من دولارٍ ونصف الدولار أول أمس وسط حركة تصحيح ومخاوف من الوضع الأمني في محيط المنشآت النفطية في العراق، وقد ارتفع سعر برميل النفط المرجعي الأمريكي (لايت سويت كرود) تسليم تشرين الأول-أكتوبر 56 سنتاً ليصل إلى 44.5 دولاراً بعد أن تراجع 1.74 دولار أمس.
وفي لندن ارتفع سعر برميل البرنت تسليم تشرين الأول- أكتوبر، 32 سنتاً ليصل إلى 41 دولاراً بعد تراجعه 1.64 دولار أول أمس، فيما ارتفع مزيج برنت الأوروبي في المعاملات الإلكترونية ببورصة البترول الدولية أمس الخميس بعد هبوطه الشديد أمس تدعمه أنباء تعرض أنابيب نفط عراقية للتخريب مما أدى إلى انخفاض الصادرات إلى النصف بعد يومين فقط من عودتها إلى مستواها العادي، وفي الساعة 0730 بتوقيت جرينتش ارتفع برنت 52 سنتاً لعقود شهر أكتوبر- تشرين الأول ليصل إلى 41.20 دولاراً للبرميل مسترداً جانباً من الخسائر التي مني بها أمس الأول الأربعاء وبلغت 1.62 دولار للبرميل إثر بيانات أظهرت استقرار مخزون البنزين الأمريكي الأسبوع الماضي رغم توقعات بارتفاعه، كان مزيج برنت انخفض أمس إلى 40.42 دولاراً قبل أن يرتفع قليلاً عند الإغلاق، وارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود أكتوبر أيضاً 59 سنتاً إلى 44.06 دولاراً للبرميل بعد انخفاضه أمس الأول الأربعاء 1.66 دولار.
وقال وكلاء شحن إن صادرات النفط من جنوب العراق انخفضت إلى النصف تقريباً أمس الخميس بعد هجوم وقع الليلة الماضية على ثمانية خطوط أنابيب نفط تربط حقل الرميلة النفطي الكبير في جنوب العراق بمحطة ضخ قرب مدينة البصرة، ورغم انخفاض أسعار النفط الآن نحو أربعة دولارات عن المستويات المرتفعة التي بلغتها الأسبوع الماضي فإنّ متعاملين يقولون إن احتمالات الارتفاع مازالت قائمة بسبب الخطر الدائم المتمثل في احتمال اضطراب الامدادات وعدم وجود طاقة إنتاجية احتياطية كبيرة، وجاء الانخفاض الكبير الذي شهدته السوق أمس في أعقاب إعلان بيانات حكومية أظهرت أن مخزون البنزين التجاري استقر دون تغيير على الرغم من توقعات المحللين بانخفاضه وذلك في منتصف موسم العطلات الصيفية الذي يشتد فيه الطلب، وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي إن مخزونات النفط الخام التجارية انخفضت بمقدار 1.7 مليون برميل في الأسبوع الذي انتهى في 20 أغسطس- آب لتصل إلى 291.3 مليون برميل.
وكان محللون توقعوا أن ترتفع امدادات النفط الخام مع وصول الشحنات التي تأخرت في وقت سابق هذا الشهر بسبب العواصف التي شهدتها سواحل خليج المكسيك والمحيط الأطلسي، ولكن امدادات البنزين استقرت دون تغيير على 205.7 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاضها 2.2 مليون برميل.
وارتفعت امدادات المشتقات بمقدار 500 ألف برميل إلى 125.1 مليون برميل. فيما صرح مدير الوكالة الدولية للطاقة كلود مانديل أمس الخميس بأن الوضع على جبهة إنتاج النفط (يخضع للسيطرة تقريباً) لذلك يفترض أن تتراجع أسعارالنفط الخام، وقال مانديل (تبين أن بعض القلق في السوق النفطية مبالغ فيه) خصوصاً حيال شركة النفط الروسية يوكوس وفنزويلا، ورأى أن (قضية يوكوس لم تحل بعد لكن لن يكون لها برأيي انعكاسات خطرة على إنتاج النفط الروسي وصادراته).
وأضاف أن (فنزويلا كانت مصدر قلق أيضاً، لم تسو كل الأمور لكن فيما يتعلق بإنتاج النفط فالوضع مضبوط تقريباً، وكل هذا يفترض أن يؤدي إلى تراجع في الأسعار)، واعتبر مانديل أن الارتفاع الكبير في أسعار النفط (غير مبرر في جزء منه إذ إن إنتاج النفط في العالم أكبر من حجم الاستهلاك).
ورأى أن (أوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) لا يمكنها أن تفعل الكثير (لمواجهة ارتفاع أسعار النفط) لأنها تنتج بكامل قدرتها باستثناء السعودية). وتابع أن (المشكلة ليست في زيادة القدرات (الإنتاج) المتوفرة إذ إن السوق ليست بحاجة إلى كميات أكبر من النفط بل إلى مزيدٍ من الثقة والهدوء)، وأكد أنه في حال توقف مد الدول المستهلكة بالنفط الخام فإن وكالة الطاقة الدولية ستلجأ إلى المخزونات الإستراتيجية التي تديرها، وأوضح (بشكل عام لدينا تغطية تكفي لـ115 يوماً أي أربعة مليارات برميل يمكن للدول الأعضاء استخدامها).
|