* بغداد- د.حميد عبد الله:
كشف مصدر في وزارة الدفاع العراقية أن فرقة كوماندوز من البيشمركة الكردية قد أعدت للمشاركة في اقتحام الصحن الحيدري الشريف إلى جانب قوات الحرس الوطني وقوات الاحتلال الأمريكي، وأفاد المصدر بأن هذه الفرقة هي ذاتها التي اقتحمت مسجد السهلة قبل ثلاثة أشهر وقتلت جميع الموجودين فيه فضلاً عن مشاركتها إلى جانب القوات الأمريكية في معارك الفلوجة خلال شهر إبريل الماضي.
وأوضح المصدر أن قيادة القوات الأمريكية قد طلبت من قيادة الحرس الوطني العراقي إبعاد جميع العناصر التي تحمل ولاءات ومشاعر وانتماءات شيعية عن القوة المكلفة باقتحام الروضة الحيدرية لاحتمالات أن يطغى الولاء الديني على الولاءات الأخرى في نفوس المقاتلين الشيعة كما حدث في مدينة العمارة حيث أعلن أحد الأفواج التابعة للحرس الوطني العراقي انضمامه بكل أسلحته ومنتسبيه إلى جيش المهدي.
وأوضح المصدر ذاته أن خلافات حادة وقعت بين رئيس الوزراء إياد علاوي ووزير دفاعه حازم الشعلان بسبب نزعة وزير الدفاع نحو القوة والحسم العسكري التي تتقاطع مع رغبة رئيس الوزراء إياد علاوي بضرورة حل مشكلة النجف حلاً سلمياً مشيراً إلى أن مستشار الأمن القومي موفق الربيعي وقف إلى جانب رئيس الوزراء في توجهه لحل أزمة النجف حلاً سلمياً وان الخلاف بين علاوي والشعلان وصل إلى حد المشاجرة، الأمر الذي انعكس على وضع الربيعي فأدى إلى إصابته بوعكة صحية مفاجئة.
في هذه الأثناء قالت وزارة الداخلية العراقية إن عدد أفراد جيش المهدي المتحصنين في الصحن الحيدري بدأ بالتناقص حتى لم يبق منهم سوى ألف مقاتل وان بعضهم لا يحملون أسلحة وان شراستهم في القتال قد تراخت بسبب التعب والانتظار والقلق، وفيما بدأ آلاف المسلمين الشيعة يزحفون إلى النجف استجابةً لنداء السيد السيستاني رأى مراقبون سياسيون في بغداد أن نداء السيستاني قد أرجأ ساعة الحسم حيث لم يبق أمام القوات الأمريكية متسعٌ من الوقت لتنفيذ خطتها باقتحام الروضة الحيدرية وانها باتت أمام خيارين فإما إبادة الآلاف من المحتشدين في النجف تلبية لنداء السيستاني أو الإصغاء لمبادرة المرجع الديني التي حظيت باهتمام ورضا جميع الأطراف وبات من الصعب على الأمريكان رفضها لكن الوقائع كلها تشير إلى أن الأرجحية ستكون للخيار الثاني .
|