* النجف - الكوفة - د. حميد عبدالله - الوكالات:
نجح السيد علي السيستاني بإخراج أزمة النجف من عنق الزجاجة، وتكللت جهوده مساء امس بموافقة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على الشروط التي وضعها السيستاني لإنهاء المعارك في مدينة النجف الاشرف.
وقال حامد الخفاف، المتحدث باسم الرجل العائد من لندن (السيستاني)، للصحفيين: ان سماحة السيد مقتدى الصدر وافق على الشروط التي وضعها السيستاني.
وقد قدم السيستاني، الذي عاد الى النجف، مبادرة تقوم على نزع السلاح من مدينتي النجف والكوفة، ورحيل كل العناصر المسلحة من هاتين المدينتين. كما تنص على تولي الشرطة العراقية مسئولية الأمن وحفظ النظام في النجف والكوفة، ورحيل القوات الامريكية من المدينتين.
وقال الخفاف كذلك إن السيستاني يريد كذلك أن تدفع الحكومة العراقية تعويضات للاشخاص المتضررين من المعارك الاخيرة. واضاف الخفاف ان السيستاني طلب ايضا من الحكومة العراقية السماح لعشرات الآلاف من الشيعة، الذين استجابوا لدعوته الي التوجه للنجف، بالدخول الى المرقد.
وقد وصل المرجع الأعلى الشيعي علي السيستاني بعد ظهر أمس إلى مدينة النجف في محاولة لإنهاء القتال المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وكان أول شيء أمر به السيستاني أتباعه هو عدم دخول النجف قبل بدء محادثات السلام وتوقع بعض المصادر أن يقوم السيستاني بالتوسط لمطالبة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وأنصاره بتسليم أسلحتهم ومغادرة المدينة. وكان السيستاني قد مر بالسماوة في طريقه إلى مدينة النجف في موكب كبير ضم حشودا من أنصاره.
وقد ذكرت مصادر صحفية أن موكب السيستاني تعرض لإطلاق نار لدى دخوله النجف، واشتبه بإطلاق قذيفة لكنها حسب المصادر لم تتسبب بأضرار للموكب أو المستقبلين، وقد سبق وصول السيستاني بساعات إعلان عدنان الذرفي محافظ النجف هدنة مدتها أربع وعشرون ساعة بدأت من ظهر أمس ليسمح الوضع لعلي السيستاني بالتفاوض مع مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي تتحصن الميليشيات التابعة له في مرقد الإمام علي. وقال الذرفي للصحفيين: إن ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر أبلغت بوقف إطلاق النار، وأنه سيبدأ لدى وصول السيستاني إلى النجف في وقت لاحق من يوم أمس، وستستأنف العمليات العسكرية بعد أربع وعشرين ساعة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين مكتب الصدر والسيستاني بشأن نزع سلاح مقاتلي الصدر وانسحابهم من مرقد الإمام علي. وبدأ الآلاف من العراقيين الشيعة في التجمع في مناطق شيعية الليلة الماضية استعدادا للتوجه إلى النجف.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الصحة العراقية ان 74 عراقيا قتلوا و376 آخرين أصيبوا بجروح في عمليات متفرقة من قصف على مسجد الكوفة إلى إطلاق نار في مدن النجف والكوفة والديوانية والحلة.وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن (39 شخصا قتلوا وأصيب 255 آخرون بجروح امس في مدينة النجف وحدها، وأن 25 شخصا قتلوا و60 آخرين أصيبوا بجروح في مدينة الكوفة).كما قتل جنديان أمريكيان صباح أمس وجرح ثالث فى هجوم مسلح بمدينة تكريت وقال مسؤول في الشرطة العراقية ان هجوما بقذائف ال(أر.بي.جي) استهدف سيارة عسكرية أمريكية كان على متنها ثلاثة جنود ما أسفر عن تدميرها بشكل كامل، وقتل جندي آخر مساء الأربعاء في هجوم بقذائف الهاون في بغداد.
|