* النجف - الكوفة - د. حميد عبدالله - الوكالات:
وصل المرجع الأعلى الشيعي علي السيستاني بعد ظهر أمس إلى مدينة النجف في محاولة لإنهاء القتال المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وكان أول شيء أمر به السيستاني أتباعه هو عدم دخول النجف قبل بدء محادثات السلام وتوقع بعض المصادر أن يقوم السيستاني بالتوسط لمطالبة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وأنصاره بتسليم أسلحتهم ومغادرة المدينة.
وكان السيستاني قد مر بالسماوة في طريقه إلى مدينة النجف في موكب كبير ضم حشودا من أنصاره.
وقد ذكرت مصادر صحفية أن موكب السيستاني تعرض لإطلاق نار لدى دخوله النجف، واشتبه بإطلاق قذيفة لكنها حسب المصادر لم تتسبب بأضرار للموكب أو المستقبلين، وقد سبق وصول السيستاني بساعات إعلان عدنان الذرفي محافظ النجف هدنة مدتها أربع وعشرون ساعة بدأت من ظهر أمس ليسمح الوضع لعلي السيستاني بالتفاوض مع مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي تتحصن الميليشيات التابعة له في مرقد الإمام علي.
وقال الذرفي للصحفيين: إن ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر أبلغت بوقف إطلاق النار، وأنه سيبدأ لدى وصول السيستاني إلى النجف في وقت لاحق من يوم أمس، وستستأنف العمليات العسكرية بعد أربع وعشرين ساعة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين مكتب الصدر والسيستاني بشأن نزع سلاح مقاتلي الصدر وانسحابهم من مرقد الإمام علي.
وبدأ الآلاف من العراقيين الشيعة في التجمع في مناطق شيعية الليلة الماضية استعدادا للتوجه إلى النجف.
وقال شهود عيان: إن اثنين من هؤلاء الشيعة قتلا غربي المدينة مساء الأربعاء عندما فتحت الشرطة النار على الحشود، وفشلت نيران الأسلحة الامريكية في إخراج مقاتلي الصدر من المسجد، ولم تنجح في ذلك أيضا تهديدات وعروض السلام التي أطلقها علاوي الذي يواجه تحديات متعددة بعد نحو شهرين من توليه السلطة من قوات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة. وتجعل هذه التطورات من السيستاني أعلى صوت معتدل في البلاد.
ويحظى السيستاني باحترام واسع النطاق حتى في صفوف مؤيدي الصدر.
وفي الكوفة تسبب هجوم بقذائف المورتر على المسجد الرئيس في مدينة الكوفة العراقية أمس في سقوط 25 قتيلا على الأقل ، وقالت وزارة الداخلية العراقية: إن 60 آخرين أصيبوا في الهجوم الذي وقع أثناء تجمع مئات من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر داخل المسجد.
وأظهرت لقطات تلفزيونية عشرات الجرحى على الأرض وسط برك من الدماء وصورت أخرى مصابين أثناء نقلهم إلى مستشفى الكوفة، وردد من نجوا من الهجوم هتافات غاضبة، وكان أنصار الصدر متجمعين في المسجد عازمين على القيام بمسيرة للنجف التي تقع على مسافة قريبة عندما وقع الهجوم.
وألقى مؤيدون للصدر باللائمة على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في شن الهجوم، ولم يصدر الجيش الأمريكي تعليقا.
وفي هجوم آخر قال شهود عيان: إن أنصارا للصدر هوجموا أثناء قيامهم بمسيرة من الكوفة إلى النجف وإن عددا منهم أصيب، ولم يتضح من الذي شن الهجوم.
ومن جانبه نفى عدنان الذرفي محافظ النجف مسؤولية القوات الأمريكية أو العراقية عن الهجوم على مسجد الكوفة، وألقى المسؤولية على تنظيم القاعدة.
|