هذا خلاصة ما يريده البعض - هداهم الله - ليبقى صورة في ذهن الآخر عن مجتمعنا السعودي الذي عصفت به الأحداث المؤلمة، وتكالبت عليه المصائب في الآونة الأخيرة، فالكتّاب هنا وهناك، والمحللون في الداخل والخارج، بل وأصحاب البرامج الحوارية ذات الحضور الجماهيري في قنواتنا العربية التي تقتات على مائدة المشاهد السعودي، كل أولئك إلا من رحم ربي، منحونا شهادة (الأسوأ)، بل وتنافسوا في تعليل هذا (السوء)، كل حسب هواه ومعاناته الشخصية، كأننا مجتمع شياطين ونحن في قرارة أنفسنا نقولها صريحة: لسنا ملائكة، ولسنا معصومين من الخطأ ولكن نعلنها بكل مرارة: ارحمونا.. ارحمونا.. ارحمونا..، فالمشاهد لتلك القنوات والقارئ لتلك الصحف والمتابع لمواقع الإنترنت، يجد ويلمس هجمة شرسة على مجتمعنا السعودي بدأت تتجاوز حدود (النقد) إلى (الحقد)، فكأنه لا يخطئ إلا المواطن السعودي، ولا تذنب إلا الفتاة السعودية ولا يخرج على المؤسسة السياسية إلا (قلة) من السعوديين، باختصار نحن في نظر هؤلاء النفر مجتمع خارج أقواس (المدنية)، مليء بالعقد النفسية، بل إنه يفوح بالجرائم الأخلاقية، ونحتاج إلى (دهور) من الإصلاح حتى يشرف بلقب (التقدم) ويدخل بوابة الحضارة، أنا لا أريد أن أرد على هؤلاء، لكنني أقول لهم ولمن سار في ركابهم، هل تخيلتم (الصورة) التي رسمتها أقلامكم وشكّلتها برامجكم الحوارية في الفضاء العربي عن (المجتمع السعودي) في ذهنية الأجيال القادمة؟ إنها (الأسوأ) بجدارة ولكن هذا المجتمع البريء الذي لا يخلو من الخطأ البشري لكنه بالتأكيد يخلو من الجريمة المنظمة ومن الانحدار الأخلاقي المتأصل في بعض المجتمعات الأخرى.
أخيراً.. يا جماعة لا تضعوننا نحن السعوديين في مصاف الملائكة لكن (اعدلوا)، فقط نريد (العدل) لنأخذ مكاننا اللائق بنا بين المجتمعات المدنية مثل بقية خلق الله.
|