قلما تجد الممثل الناجح.. الممثل الذي يستطيع ان يذوب احساسك ويستدر عاطفتك بالتعاطف معه لانصهاره في الدور الذي يؤديه قد نرثي له.. وننسى انه يمثل.. ونتأوه له.. ونبحث له عن مخرج متى كان في مأزق ما.. ينسينا ببساطته وبديهيته أنه يمثل.
قد يتوافر لدينا الكثير ممن يمثلون.. ولكن معظمهم مجرد خطباء.. يرددون الكلمات المنصوص عليها ببلاهة الببغاء وهذا عامل يفقد التمثيل رونقه وبهاءه.. معنى ذلك ان تعيش مع النص قلبا وقالبا.. تعيش معاناة القصة.. وتتقمص وضع أشخاصها والتمثيل في بلادنا رغم توافر عناصر جيدة لديها استعداد فطري إلا ان عدم تواجدها في عمل فني مشترك يبدد جهد تلك العناصر.. فلو توحدت جهود الممثلين هنا في فرقة واحدة ودأبت على المران المستمر لابراز أعمالها لما اضطررنا لتقديم الكثير من أعمالنا التمثيلية بوجوه غير محلية ولكن تلك ضرورة أوجدها الممثلون أنفسهم.. فلو تضافرت جهود الممثلين واتحدوا في فرقة واحدة لاستطاعوا ان يقوموا بتمثيل جزء كبير من أعمالنا والتي كثيراً ما تكون مخضرمة النص من مؤلف محلي والتمثيل بوجوه عربية.. كثيرا ما شطحت بالتمثيل بعيداً عن واقعنا.. وغيرت فحواه..
واعتقد جازما أن المسؤولين في أجهزة الإعلام يتمنون ان تتوافر لدينا العناصر المحلية والكفاءة الوطنية.. وهذا ما أكدوه ويؤكدونه بتشجيعهم للمواهب.. وافساح المجال لها.
|