23 ذو الحجة 1391هـ الموافق 8-2-1972م العدد 377
هنيئاً لشعب الفيصل

شيء رائع أن أرى كل يوم وعلى طول الدوام ومنذ بدأت بصرف تعويضات سيول وبرد وجليد عام 1386هـ أكفاً ترتفع إلى السماء وأسمع دعواتٍ مخلصة من قلوب مؤمنة مبتهلة إلى الله أن يديم الفيصل العظيم من أبناء هذه المملكة، وهم يتسلمون عوض الفيصل فيما لحقهم من جراء الأضرار التي لحقت مزارعهم والآفات التي اجتاحتها.. نعم شيء رائع أن يدرك هذا الشعب ما لواليه من أيادٍ بيضاء وما لأبيه من نفحات ارتقى بها هذا الشعب سُلّم المجد، فقد صنع فيصل لشعبه المعجزات حيث بسط لواء الأمن وحارب الجهل والفقر والمرض فأصبحت هذه المملكة أرقى دولة في هذا العالم الذي تعيش أحداثه الآن ونسمع عن هزاته الشيء الكثير، فبينما تعيش دول العالم صراع حب السلطة وتعاصر نتائجها المرة وتتشتت في متفارقات مبادئها الهدامة، نعيش نحن شعب الفيصل حياة اكتساب العلم وتطبيق مبادئ الدين الحنيف في بناء وتعمير للدارين الأخرى والآخرة, لا يزعزع مشاعرنا تجاه هذا الرخاء الذي تعيشه بلادنا في عهد الفيصل المضللون ودعاياتُ المغرضين الذين يحسدوننا على هذه النعمة التي نتحلى بها.
لقد قال لي أحد المشايخ الطاعنين في السن - عندما كان يدعي لصاحب الجلالة الملك المعظم بطول العمر ودوام العز والنصر ولحكومته العادلة - لم تعرف يا بني كم أنتم سعداء في ظل هذا الحكم العادل - لقد كنا نصبح ونحن لا نتوقع المساء وكنا نمسي ونحن لا نتوقع الصباح.
وكان الفقر عاماً والفاقة بالغة إلى أن قيض الله سبحانه لنا صاحب الجلالة المغفور له الملك عبدالعزيز وأخلفه بحبيب الشعب فيصل.. فهنيئاً لك يا فيصل بحب شعبك وهنيئاً لك يا شعب بفيصلك المحبوب والله الموفق.