في مثل هذا اليوم من عام 1936 تم توقيع معاهدة تحالف بين مصر وإنجلترا عرفت باسم معاهدة 1936، عندما وقعت حكومة الوفد مع بريطانيا معاهدة 1936 والتي كانت وبحق لطمة كبرى وصفعة على وجه كل مصري وطني غيور على استقلال وطنه لأنه كان في التوقيع على هذه المعاهدة - رغم كل ما قيل تبريرا ودفاعا عنها - بمثابة تقنين لاحتلال جاثم للوطن وكان أن اندلعت المظاهرات ضد توقيع مصطفى النحاس على هذه المعاهدة والتي أثرت في مكانته ونالت من شعبيته. وقد كان من أهم آثار هذه المعاهدة أن أصبحت مصر طرفا في الحرب العالمية الثانية التي وقعت عام1939 ومسرحا لأحداثها رغم ما كان يتردد على لسان الشعب (ليس لمصر ناقة ولا جمل في هذه الحرب) كما كانت سقطة مصطفى النحاس الثانية عندما قبل أن يأتي رئيسا للوزراء في فبراير 1942 على أسنة الحراب البريطانية إلا أن الرجل وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية طالب بفتح باب التفاوض بين مصر وبريطانيا لتعديل المعاهدة.واستمرت المفاوضات شهورا طويلة بين الطرفين دون جدوى إلى أن تقدمت حكومة الوفد للبرلمان بمشروع قانون في 8 اكتوبر 1951 بإلغاء معاهدة 1936 ووافق البرلمان المصري على هذا القانون في 15 اكتوبر 1951 ووقف زعيم الوفد مصطفى النحاس مرددا قولته الشهيرة (من أجل مصر وقعت على المعاهدة ومن أجل مصر ألغى المعاهدة) وقد كان هذا الموقف الأخير للرجل تصحيحا منه لأهم خطأين وقع فيهما وهما توقيع المعاهدة وقبول الوزارة وكانت شجاعة تحسب له ذلك أن الاعتراف بخطأ ثم تصحيحه أصعب بكثير من الاستمرار والمكابرة فيه.
|