في مثل هذا اليوم من عام 1957 قامت روسيا باختبار أول صاروخ باليستي عابر للقارات، وقد أعلن الاتحاد السوفيتي أنه قام باختبار هذا الصاروخ العابر للقارات بنجاح، وأنه قادر على إصابة أي مكان في العالم، وقد أحدث هذا التصريح ضجة كبرى في الولايات المتحدة، ثم بدأت المنافسة تشتعل بين أمريكا وروسيا بشأن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. فلمدة سنوات عديدة بعد الحرب العالمية الثانية، حاولت كل من روسيا والولايات المتحدة تطوير صواريخ بعيدة المدى، تستطيع أن تحمل رؤوسا نووية، حيث تم اقتباس هذه الفكرة من نجاح الحزب النازي الألماني في تطوير الصواريخ (ف- 1) و(ف-2) التي ضربت بريطانيا في الشهور الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، واشتعلت المنافسة بين العلماء الروس والأمريكان على نحو خاص بشأن دقة الإصابة الخاصة بالصواريخ الباليستية، واعتمد كل منها اعتماداً كبيراً على جهود العلماء الألمان الأسرى. وفي يوليو من عام 1957 بدا للعالم أن الولايات المتحدة قد فازت في السباق، حينما أعلنت عن تطوير صاروخ باليستي بسرعة 20 ألف ميل في الساعة، ومدى يصل إلى 5 آلاف ميل، ولكن بعد ذلك تحولت التجربة إلى كارثة، حينما ارتفع الصاروخ إلى مسافة حوالي 5 آلاف قدم فقط، ثم توقف وسقط على الأرض. وبعد شهر واحد، أعلن الاتحاد السوفيتي أنه نجح في إطلاق صاروخ قطع مسافة هائلة في وقت قصير، واستطاع أن يصيب الهدف بدقة، ولم يعلن عن أية تفاصيل أخرى ولكن أبدى البعض في الولايات المتحدة تشككه فيما ادعته روسيا، وعلى الرغم من ذلك، فإن ملكية روسيا لمثل هذا السلاح، توجت نجاحها في اختبار القنابل الذرية والهيدروجينية. وازداد القلق في أمريكا، فإذا نجح الاتحاد السوفيتي فعلاً في امتلاك هذا الصاروخ فلن يبقي جزء واحد آمن في الولايات المتحدة، وتزداد احتمالات الهجوم الذري على الولايات المتحدة.
وبعد أقل من شهرين، أطلق الاتحاد السوفيتي، القمر الصناعي (سباتينك) في رحلة للفضاء، وانتشر القلق والخوف مرة أخرى في الولايات المتحدة، حيث أصبح من الواضح أن روسيا قد انتصرت في حرب الأسلحة والفضاء. ثم أعلنت الحكومة الأمريكية عن ملكيتها لبرامج القذائف الصاروخية وبرامج الفضاء، وقد أصبح تفوق الاتحاد السوفيتي.
|