Thursday 26th August,200411655العددالخميس 10 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

هل ولى زمن الكتاب؟ هل ولى زمن الكتاب؟

في الماضي كان للكتاب دور كبير في حفظ ونقل المعلومات في شتى العلوم، ويعد الكتاب الركيزة الأساسية في أي علم من العلوم سواء في الطب او الفلك او غيرهما لانه المصدر الوحيد للمعلومات ولا غنى عنه ابداً لطالب العلم والباحث عن المعلومات.
فالكتاب في العصور الماضية كان له دور كبير في حفظ المعلومات التاريخية والمعلومات العلمية. فكان الباحث عليه أن يبحث عن معلومته التي يريدها من بين الكتب حتى يصل اليها، وهذا هو الطريق الوحيد للحصول على المعلومات.
وكان للكتاب عند الاوائل مكانة كبيرة وكانوا يشجعون على القراءة حيث انها مصدر العلم والثقافة. وقالوا عن الكتاب هذه الحكمة الشهيرة (خير جليس في الزمان كتاب)، وقال احد الشعراء مادحاً الكتاب:


نعم المحدِّثُ والرفيقُ كتابُ
تلهو به إن خانك الأصحابُ
لا مفشياً سراً إذا استودعتهُ
وتُنال منه حكمةٌ وصوابُ

فهنا وصفوا الكتاب بالجليس الصالح الذي يفيد ولا يضر حيث أن من يجعل الكتاب جليسه ويقرأ منه كثيراً يستفيد كل الفائدة ولا شك في ذلك.
ولكن هل هذه الحكمة (خير جليس في الزمان كتاب) صحيحة وسارية المفعول حتى الآن، أقصد في عصرنا الحاضر؟
من المعلوم انه في العصر الحاضر تعددت مصادر المعلومات وتطورت بشكل كبير وأصبح من السهل الحصول على أي معلومة بيسر وسهولة حيث ظهرت في العصر الحاضر شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) وهذه تعد نقلة كبيرة في تطور مصادر المعلومات في هذا العصر، حيث أن من السهل على الباحث عن أي معلومة الدخول على هذه الشبكة وأخذ ما يريد من المعلومات دون الرجوع للكتب والتعب في البحث عن المعلومات من بينها، وبهذا قل الاعتماد على الكتاب في البحث عن المعلومات.
وخاصةً أنه في عصرنا الحاضر قل الإقبال على القراءة بشكل ملحوظ بين الشباب سواء الباحثين عن المعلومات او الذين يريدون التسلية والفائدة. فالذين يريدون المعلومات يذهبون إلى الانترنت فهي الطريق الاسهل والاسرع لهم في الحصول على المعلومات التي يريدونها اما الذين يريدون التسلية فإن طرق التسلية كثيرة واكثر جاذبية للشباب في هذا العصر مثل القنوات الفضائية والمجلات والالعاب الالكترونية وغيرها.
والمكتبات في عصرنا الحاضر اصبحت في حال يرثى لها، فإن الغبار قد تراكم فوق الرفوف والكتب من قلة الاقبال عليها حتى انك لا تكاد ترى احداً يزورها الا بعض طلاب الجامعات الذين كلفوا باعداد ابحاث واتوا للمكتبة لكي يأخذوا المعلومات التي الزمهم بها اساتذتهم في الجامعات.. والبعض الآخر من الطلاب يلجأ الى الانترنت للحصول على المعلومات.
واعداد الذين يقرؤون الكتب ويستسقون منها ما يريدون من معلومات في عصرنا الحاضر اصبح لا يكاد يقارن بأعداد الذين يعتمدون على مصادر المعلومات المتطورة في الحصول على المعلومات التي يريدونها.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل ولى زمن الكتاب؟
متعب بن بدر الحبردي /جامعة القصيم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved