أرجو التكرم بنشر مقالي المتواضع هذا فقد قرأت مقالة الأخت فوزية ناصر النعيم بعنوان (لماذا لا تشارك المرأة في الانتخابات البلدية) بعدد 11642 يوم الجمعة 27-6-1425هـ.
نحن لسنا من المتشدقين الذين ذكرتهم ولا من الذين يختفون خلف ستار الإسلام ولكن الإسلام جعل هناك فوارق بين الرجل والمرأة وبيان ذلك كما جاء في كتاب حراسة الفضيلة أن الله سبحانه خلق الرجل والمرأة شطرين من النوع الإنساني:(ذكراً وأنثى) يشتركان في عمارة الكون كل فيما يخصه ويشتركان في عمارته بالعبودية لله تعالى بلا فروق بين الرجال والنساء في عموم الدين التوحيد والاعتقاد وحقائق الإيمان وإسلام الوجه لله تعالى وفي الثواب والعقاب وفي عموم الترغيب والترهيب والفضائل وبلا فرق أيضاً في عموم التشريع والحقوق والواجبات كافة كما قال تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، لكن لما قدر الله وقضى أن الذكر ليس كالأنثى في صفته الخلقية والهيئة والتكوين ففي الذكورة كمال خلقي وقوة طبيعة والأنثى أنقص منه خلقة وجبلة وطبيعة لما يعتريها من الحيض والحمل وغيرها، فخص سبحانه الرجال ببعض الأحكام التي تلائم خلقتهم وتكوينهم وتركيب بنيتهم وخصائص تركيبها وأهليتهم وكفايتهم بالأداء وصبرهم وجلدهم ورزانتهم وجملة وظيفتهم خارج البيت والسعي والإنفاق على من في البيت وخص سبحانه النساء ببعض الأحكام التي تلائم خلقتهن وتكوينهن وتركيب بنيتهن وخصائصهن وأهليتهن وأدائهن وضعف تحملهن ومهمتهن في البيت فتلك إرادة الله الكونية القدرية في الخلق والتكوين والمواهب وهذه إرادة الله الدينية الشرعية في الأمر والحكم والتشريع، فمن الأحكام التي اختص بها الرجال أنهم قوامون على البيوت بالحفظ والرعاية وحراسة الفضائل وقوامون على البيوت بمن فيها بالكسب والإنفاق عليها كما ذكرها الله في كتابه ومنها أن النبوة والرسالة لم تكن إلا في الرجل دون النساء وهذه الأحكام التي اختص الله بها كل واحد من الرجال والنساء تفيد أموراً منها:
1- الإيمان والتسليم بالفوارق بين الرجال والنساء (الحسية والمعنوية والشرعية).
2- لا يجوز لمسلم ولا لمسلمة أن يتمنى ما خص الله به الآخر من الفوارق المذكورة لما في ذلك من السخط على قدر الله وعدم الرضا بحكمة وشرعه كما في قوله تعالى:
{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}.
3- إذا كان هذا النهي بنص القرآن عن مجرد التمني فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة وينادي بإلغائها ويطالب بالمساواة.
أما بالنسبة لمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية وغيرها فقد كتب أولئك المستغربون في كل شؤون المرأة الحياتية وخاضوا في كل المجالات العملية إلا في أمومتها وفطرتها وحراسة فضيلتها والهدف من ذلك إنزال المرأة الى جميع ميادين الحياة.
حمد الخالدي / الرياض |