Thursday 26th August,200411655العددالخميس 10 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

تنمية مهارات القراءة تنمية مهارات القراءة
عبدالله بن حمد الحقيل

كانت الكتب والمكتبات وما زالت مصدراً أساسيا للتعلم ولقد أدى تطور أوعية المعرفة بفضل التقدم في تقنية المعلومات إلى نشوء الحاجة إلى اكتساب مهارات جديدة تنشأ عن الاستفادة من الكتاب والمكتبات وتوظيف ذلك في عملية التعلم والتعليم، فالقراءة متعة يعشقها الصغار فلو قرأ كل واحد منهم كتابا واحدا لكان في ذلك فائدة له لتنمية موهبة القراءة ورعاية جوانب نموه المختلفة روحيا ونفسيا وجسميا، فالكتاب له دور حيوي في إثراء ثقافة الشباب وهو الوعاء المعرفي في تحقيق وإثراء قاعدة المعرفة وخلق وعي ثقافي لدى الشباب يدفعه إلى حب المعرفة وتنمية حب الاستطلاع وتشجيعه على البحث وتعويده على القراءة وحب الكتاب وارتياد المكتبة مع تقديم الحوافز المادية والمعنوية له للارتقاء بقدراته ومواهبه وامكاناته العقلية، ولعل الجاحظ من أقدم المؤلفين حيث حظي الكتاب لديه بحديث طويل وكلام جيد عن فضل الكتاب وأهميته وبيان منافعه إذ الكتاب ينبوع من المعارف والمفاهيم ومرآة ناصعة تجسد وتعكس فنون المعرفة وضروبها، ومن الملاحظ في هذه السنوات الأخيرة انصراف الشباب عن القراءة التي كانوا يهتمون بها حيث أطبقت عليهم مخترعات التقنية الحديثة وما تحمله من مغريات أهمها: الصحف والإذاعة والتلفاز ومشاهدة الفيديو ومباريات كرة القدم.
وغيرها من الوسائل التقنية الحديثة التي تضعف قدرة الإنسان على القراءة وتجره إلى العزوف عنها، ولذا فقد انصرفوا عن القراءة الجادة المثمرة إذا لم تكن في أسلوب يشدهم ويجذبهم ويتغلب على ما يشدهم من هذه المغريات، فالقراءة نور يضيء ويبدد ظلمات الجهل وعملية تكوين وبناء فكري أساسي فالكتاب هو الضياء في طريق أي إنسان مطلبه ومقصده العلم، وهو مدخل ثقافي لدراسة أي علم كان ولن يأفل دوره وتقل أهميته كما يزعم البعض.فالكتاب وعاء من أوعية المعرفة والمعلومات ووجه حضاري مشرق ووسيلة إلى رقي الأمم فكريا وذهنيا فهو يلعب دورا فعالا في تنمية المعرفة والثقافة، ولقد قيل إن الأمة الواعية هي الأمة القارئة فهو الدعامة الأساسية في مجالات البحث والدراسة والمطالعة، ورحم الله أسلافنا الذين يحرصون على الكتب ويهتمون بها حيث يقول أحدهم:


جل قدر الكتاب يا صاح عندي
فهو أغلى من الجواهر قدرا

ولقد قيل إن في القراءة لذة ومتعة ولكن إذا كانت القراءة في الكتب نشوة ومتعة فإن أمتع اللذات الحديث عن الكتب وإن تاريخ الكتاب في الحضارة الإسلامية لحافل بأنصع الصفحات حيث كان الأسلاف مولعين بالكتب والعناية بالمكتبات والاهتمام بالمعارف والعلوم ونشر العلم في شتى ضروبه وفنونه وكانوا يأخذون من كل علم بطرف يشعرون بالمتعة في قراءة الكتاب ويحسون بالألم في البعد عنه فها هو شاعر المعرة يقول:


ما جاء في هذه الدنيا بنور زمن
إلا وعندي من أخبارهم طرف

وما أجمل قول القائل:


ولكل صاحب لذة متنزه
ابدا ونزهة عالم في كتبه

وحب الكتاب عند من يعرفون للفكر الرفيع قيمته وللعقل امكانياته هو ألذ من حديث الحسان الذي قال فيه الشاعر:


وحديثها السحر الحلال لو أنه
لم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم يملك وإن هي أوجزت
ود المحدث أنها لم توجز

ولقد صور أبوالطيب المتنبي حقيقة الكتاب ومتعة قراءته بقوله:


أعز مكان في الدنيا سراج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب

وهذا أمير الشعراء أحمد شوقي يفضل الكتب على الأصدقاء قائلا:


أنا من بدل بالكتب الصحابا
لم أجد لي وفيا إلا الكتاب

ومن المعروف أنه لا سيادة لأمة بدون ثقافة يحتل فيها الكتاب المكانة المرموقة فهو أداة هامة للنهوض والتطور والبناء كما أنه وسيلة حيوية لربط الصلة بين الماضي والحاضر والرسالة والتاريخية التي أداها في بناء الفكر والمعرفة.ولذا ينبغي الاهتمام بتبصير الشباب وتشجيعهم على القراءة وتوعيتهم بأسسها وتوجيههم نحو محبة القراءة والإقبال عليها والوعي بأسسها.إن القراءة ضرورة من الضرورات ويجب أن نحرص على القراءة المتسمة بالوعي والاستيعاب والفهم، كما نركز على منهج القراءة في مناهجنا الدراسية ومراعاة أسلوب الرغبة ومحبة الكتاب وتوجيه الشباب نحوه توجيها تربويا وإيجابيا بحيث يكون أداة لتحقيق الأهداف التعليمية وتأثرهم بما فيه علميا وتربويا ومسلكيا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved