تعداد سكان الرياض الآن أقل منه قبل الإجازة الصيفية، وقيادة المركبة صباحاً تتم ولله الحمد بيسر وسهولة دون ارتفاع ضغط الدم، وارتباك إفرازات البنكرياس وتذبذب سكر الدم ارتفاعاً وانخفاضاً، ولذا أجدني أقابل زملاء العمل صباحاً وألاحظ على غير المعتاد في غير هذه الأيام ابتسامات وعبارات لطيفة ملحنة منغمة وبلهجات محلية وعربية وهذا مؤشر انشراح وراحة بال نظراً لما للفضائيات من أثر على هذه العبارات نتيجة لالتصاقنا أو بعضنا بالشاشة إلى منتصف الليل على أمل أن تبث إحدى محطاتنا الباسلة إعادة للملحمة الفذة (البرتقالة).
ولكن مساءات الرياض تشهد حركة مرورية مغايرة بعض الشيء ومختلفة عنها في الصباح، أجل.. فالسائقون ليسوا هم من كانوا صباحاً، فمن تراهم الآن في عنفوان نشاطهم الحركي هم من كانوا في سبات نهاري يمتد إلى ما بعد المغرب (ربما بتأثير البرتقالة)، فالسرعة ديدنهم ينتقلون من مسار لمسار آخر فجأة وباحتراف يغريني بأن أفعل مثلهم ولكن بشرط أن أكون بمفردي أقود سيارتي العتيقة في أقصى صحراء الثمامة.وستكون الرياض بعد فترة قصيرة في حال مروري مختلف تماماً عما هو عليه الآن وسنتذكر صباحاتنا والمساءات، فاستحثوا أعصابكم ومشاعركم وروضوها على تحمل القادم من الزحام وما يلازمه من شحن نفسي وانفلات في المشاعر والألسنة، فلندعو جميعاً أن يلهمنا الله الصبر.
|