Wednesday 25th August,200411654العددالاربعاء 9 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تعقيباً على موضوع التعدد مشروع تعقيباً على موضوع التعدد مشروع

قرأت ما كتبته الأخت فاتن الحربي في عدد (الجزيرة) 11648 وتاريخ 2 رجب 1425هـ وكان بعنوان (التعدد مشروع).. وأتعجب من أصناف هؤلاء الرجال.. وقد اجادت الأخت في موضوعها والتي طرحته بشكل شبه موضوعي ولكن الكمال لله فالأخت تقول في معرض حديثها:(عندما يبحث الرجل عن التعدد لابد أن يكون هناك سبب مقنع للزواج خوفاً عليه من الا يعدل) وهنا وقعت في خطأ جسيم.. فمن قال لك إنه لابد أن يكون هناك سبب للتعدد او وجود عيب في الزوجة ايا كان ليتزوج الزوج بامرأة أخري؟ أتحدى الاخت وغيرها أن يأتي بدليل واحد دامغ سواء من القرآن أو السنة وهذا هو الفيصل في حياتنا الذي نحتكم اليه دائماً.. يقول إنه لا بد أن يكون هناك سبب ليتزوج الرجل بأخرى.. هذا كلام غير صحيح أبداً فلو كانت امرأتك اجمل نساء العالم خلقاً وخلقاً وانت تريد أن تتزوج بأخرى فهذا حقك المشروع وليس هناك في الشريعة ما يمنعك من الزواج عليها ولو كانت امرأتك أقبح نساء العالمين خلقاً وخُلقاً وانت لا تريد أن تتزوج عليها فأنت حر وليس هناك من يستطيع أن يجبرك على ذلك اذن هي حرية شخصية للرجل متروكة له ولاستعداده المالي والنفسي والجسدي.. قال تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} اذن بالتأكيد ليس هناك شيء امر به المولى وأقره وشرعه لعباده الا وفيه خير للبشرية والعكس صحيح.. وهناك امور كثيرة في حياتنا لا يحق لأي كائن كان أن يفتى فيها أو يبدي وجهة نظر مخالفة لما جاء به الدين والشريعة فمثل هذه الاشياء الحكم فيها محسوم سلفاً ولا تنتطح عليه شاتان قال تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } وسأسأل: هل التعدد ذنب وجريمة؟ وهل يعتبر في الشرع نكرانا للجميل وعدم وفاء من الرجل؟ وهل فيه ضرر للمجتمع؟ وهل التعدد حلال أم حرام؟ وهل يعتبر من التعدي على حقوق الغير بطرق غير مشروعة؟
بالتأكيد الاجابة عن كل هذه الاسئلة لا وألف لاومن قال غير ذلك فهو ظالم لنفسه ولغيره..من ناحية اخرى التعدد امر شرعي ومباح اجازه المولى ولنا في رسول الله أسوة حسنة، اذن ما بالنا ونحن مسلمين نؤمن بكل هذه الأشياء وفي الوقت نفسه نحاول أن نطمسها ونغير في سنة من سنن الله بل نحاول أحياناً أن نحرمها اجتماعياً ونجعلها شيئاً من الماضي ونريد ان نلوي عنق الحقيقة؟ما بالنا نسير في حياتنا أحياناً كمن يعبد الله على حرف؟ نأخذ من الشرع ما يوافق اهواءنا ورغباتنا فقط وما سوى ذلك لا نريده بل ونحث أحياناً الغير على عدم العمل به.. الرجل يا سادة لم يسرق شيئاً ليس له ولم يقترف ذنباً، ولم يخالف شرعاً.. ولا تعارض الزواج الثاني الا امرأة غير راضية بحكم الله وبما قسم الله لها.. ولا تتعب من الزواج الآخر الا امرأة شعرت بالذنب بأنها قد فرطت في شيء كانت تعتقد أنه ملك لها وحدها وهي لا تريد من احد ان يشاركها فيه حتى لو كانت هذه المشاركة امرا مشروعا ومباحا.. أمام الجميع وهذه من صفات النرجسية التي تغلب على المرأة.. اما الذين يتحججون بأن تحقيق العدالة امر صعب وربما مستحيل فهذا كلام غير صحيح ابداً ومردود عليهم وخصوصاً اذا عرفنا أن العدالة المطلوبة من الرجل فقط هي العدالة المادية الملموسة المتمثلة في المبيت والانفاق وليس في الميل والهوى والقلب والجماع ولو كان غير ذلك لما رأينا كل هؤلاء المعددين في المجتمع.. وهنا يبرز سؤال: يا ترى هل كل هؤلاء المعددين ظالمين لزوجاتهم الأخريات؟
بالتأكيد لا والا لكانت كارثة اجتماعية لا تحمد عقباها.. اذن يا سادة مسألة العدالة سهلة وميسرة لمن اراد ذلك ومن لم يرد فعليه أن يتحمل وزر ذلك والرجل يمكن أن يحب زوجاته في وقت واحد ويحب اكثر من امرأة فلا أعتقد أن يحب الاولى او الثانية ويكره الباقيات وليس هناك رجل يستطيع أن يعيش مع امرأة يكرهها (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك).

عبدالرحمن عقيل حمود المساوي /أخصائي اجتماعي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved