لست من المتحمسات لقيادة المرأة السعودية للسيارات، بل إنني في العادة حين يُفتح هذا الموضوع للنقاش أقول: إن جلوس المرأة خلف سائق يعطيها قيمة من نوع ما، وأبّهة من نوع خاص، علاوة على أن المرأة - وبخاصة العاملة - يمكن أن تستغل المسافات، وازدحام الشوارع غالباً بالسيارات لتحضير كثير من أمور العمل، أو للمطالعة وقراءة الصحف، وهذه فوائد لا تعرفها إلا المرأة السعودية لأنها وحدها التي تحظى بمثل هذه الفرصة!
ومن المفترض ألا تُسأل المرأة عن التأخير عن دوامها في هذه الحالة - لأنها ليست هي التي تقود - وفي الغالب فإن الكثير من السائقين يحرصون على توصيل - عمّاتهم - في الوقت المناسب.
(سعدية) تأتي من بعيد إلى عملها، فتضطر إلى الخروج مبكراً، حيث تصل يومياً إلى مقر عملها مبكرة عن موعد دوامها بحوالي ساعة كاملة، لكنها حين تغادر العمل تضطر إلى الخروج الساعة الثانية إلا ربعاً حسب الجدول الزمني الذي وضعه (صراب) لمجموعة من الموظفات في (ليموزينه) العتيد!
الطريف أن إدارة تلك المؤسسة، وتحديداً وكالة شئون الموظفات قد تنبهوا إلى هذا الاختراق الزمني الذي تقوم به (سعدية)، فقاموا بعد دراسة مستفيضة، ويقظة غير عادية، وفطنة اقتصادية، ومهارة إدارية بحتة، بجمع هذه الدقائق الخمس، التي يعرفون حكم ظروفها، وهم أنفسهم يمرون بمثلها لأكثر من خمس دقائق، قاموا بجمعها وحسمها من راتبها بعد أن وصلوا لحسب دقيقة استغرقت 96 يوماً أي أكثر من ثلاثة أشهر ليكون الحسم يومي عمل كاملين!
في بلاد أخرى يعتبر هذا الأمر قانونياً، وهو قانوني حتى هنا، لكن الذي يختلف هناك أن من يقوم بعدِّ دقائق التأخير على موظفيه، يعد ثواني التأخير على نفسه، بينما هنا يتغيبون أياماً طويلة، وينسون ما يترتب عليهم تجاه ذلك، أما حين يكون الأمر متعلقاً (بسعدية)، فإن هذه الدقائق الخمس تكون برهاناً منهم بأنهم دقيقون في حساباتهم، ماهرون في أدائهم الإداري، مخلصون لأوطانهم.. وقبل ذلك كله يكرهون (لسعدية) أن يدخل لجيبها مال من حرام.. وتاليتها؟!!
فاكس: 2051900 |