تدل الاحصاءات الطبية الحاضرة ان امرأة من أصل عشرين معرضة لهذه الإصابة في العالم، وان خمس نساء من أصل الف من فوق سن الخامسة والأربعين يحملن ورما سرطانيا في الثدي، غير ظاهر وغير مؤلم.
وفي مجموع بلدان السوق المشتركة الأوروبية مثلا، أي لدى 200 مليون ساكن، يسجل كل سنة 29 ألف إصابة مميتة ناتجة للنساء عن سرطان الثدي، ويكشف كل سنة 67 ألف إصابة جديدة طفيفة.
لكن الإحصاء نفسه يشهد ان الشفاء ميسور في 70 بالمئة من الحالات إذا اكتشف في المرحلة الأولية.
على أن المرأة ترتعد عامة من مجرد إحساسها بأي ورم في ثديها.
وأي امرأة لم ينخلع قلبها من الخوف عندما أحست بشيء صلب في ثديها ذات صباح بينما كانت تستحم أو تغتسل؟
ولكن ما هو سبب هذه الأورام سواء طفيفة كانت أو خبيثة؟
يعتقد بعضهم أنها تحصل عن اضطراب هرموني وعن فوضى (موضوعية) في طريقة تكاثر الخلايا، ويعتقد آخرون انها جرثومية الأصل، وغيرهم أنها تحصل عن بعض المواد الكيميائية، أو عن الوراثة فقط.
وإنما اختلاف الأطباء في أصل هذه الأورام خير دليل أنه لايزال مجهولا.
ولكنهم أجروا اختبارات على الفئران يستدل منها ان النظرية الجرثومية قريبة الاحتمال، فقد حقنوا في أجساد الفئران بعض أجناس الجراثيم وولدوا فيها أوراماً سرطانية (اصطناعية) ولاحظوا أن بنات هذه الفئران أصيبت أضا بسرطان الثدي، وهذا ما جعل الأطباء الأمريكيين يمنعون الامهات المصابات بسرطان الثدي عن ترضيع بناتهن، خوفا من انتقال سرطان من ثدي الأم إلى ثدي البنت.
أما الأطباء الأوروبيون فحتى وان لم يذهبوا إلى هذا الحد، إلا أنهم ينصحون بتعقيم حليب الأم قبل ترضيعها بنتها.
لكن موطن الضعف في هذه النظرية هو ان ما يصح في الجنس الحيواني إنما لا يصح في الجنس البشري.
|