في مثل هذا اليوم من عام 1812 قامت القوات البريطانية بغزو واشنطن، وكان ذلك على أثر النزاع الذي بدأ عام 1812 واستمر حتى أوائل عام 1815، وقد طلب الرئيس جيمس ماديسون تصريحاً لإعلان الحرب لحماية السفن الأمريكية في أعالي البحار ومنع بريطانيا من الاستيلاء على بحارة وبواخر الولايات المتحدة. وقد طالب الرئيس ماديسون أيضاً باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع بريطانيا من التحالف مع الأمريكيين الموجودين على الجبهة الأمريكية، وقد صدر هذا القرار متأثراً بأوضاع الأمريكان في الغرب والجنوب، الذين تطلعوا لتوسع الولايات المتحدة بالاستيلاء على كندا وفلوريدا. وقد أطلق النقاد على حرب عام 1812 (حرب السيد ماديسون) وأطلق عليها البعض الآخر (حرب الاستقلال الثانية) وكانت هي السبيل الوحيد للأمريكان للدفاع عن حريتهم، ومواجهة العدوان الأوروبي، ولم تكن كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا على استعداد للقتال في هذه الحرب، وقد انتهى النزاع إلى (جمود) من الجانبين.
ومن المعروف أن فرنسا وبريطانيا كانتا أكثر الدول الأوروبية قوة، وقد خاضتا العديد من الحروب منذ عام 1793، وقد أثرت حروبهما على التجارة الأمريكية بشكل مباشر. وقد بدأت أعمال العدوان أثناء الثورة الفرنسية في الفترة من 1789 وحتى عام 1799، عندما حاولت فرنسا التصدي لانجلترا وبقية الدول الأوروبية حينما حاولت إعادة الحكم الملكي الفرنسي، ثم استمرت جهود بريطانيا لوقف التوسع الفرنسي، تحت قيادة نابليون الأول. وقد حاول الرؤساء الأمريكان في ذلك الوقت بدءا من الرئيس (واشنطن) وحتى (ماديسون) الحفاظ على الولايات المتحدة بعيداً عن النزاعات المحيطة بها، والبقاء على على الحياد. ولكن تجاهلت كلاً من بريطانيا وفرنسا بشدة حقوق البلاد المحايدة.
وبالنسبة للأمريكيين، فقد كان أكثر ما يستفزهم هو ممارسة بريطانيا لما يسمى (بالتأثير) والاستيلاء على البحارة الأمريكيين لخدمة البحرية البريطانية، وقد ادعت بريطانيا أنها تحاول استعادة بعض القوات البحرية البريطانية التي هربت وأبحرت تحت العلم الأمريكي، والحقيقة أن بريطانيا لم تكن تبحث عن هاربيها فقط، ولكنها استولت أيضاً على عدد هائل من الأمريكان يقدر بحوالي 6000 بحار أو أكثر.
وقد تصاعد النزاع بشدة بعد تصاعد قضية (التأثير) التي ازدادت بشدة بعد الواقعة التي حدثت بين السفينة الحربية الأمريكية (شيسبيك)، والسفينة البريطانية (ليوبارد). ففي شهر يونيو من عام 1807، اقتربت السفينة البريطانية (ليوبارد) بضعة اميال من الساحل الأمريكي، وزعمت أنها تقوم بالبحث عن البريطانيين الهاربين. ولكن رفض (جيمس بارون) قبطان (شيسبيك) ذلك فأطلقت ليوبارد النيران، وقتل عدد كبير من البحارة الأمريكيين، وجرح الكثيرين خلال هذا الهجوم.
فاستسلمت شيسبيك، فقامت السفينة البريطانية بإرسال مجموعة من رجالها قاموا بأسر أربعة من البحارة الأمريكيين.
|