جاءت استقالة سمو الأمير تركي بن خالد من جميع مناصبه في الاتحاد السعودي لكرة القدم ومنها الإشراف العام على المنتخب الاول مفاجئة وغير متوقعة للمتابع الرياضي.. حيث أمضى سموه ثلاث سنوات من الإشراف على الأخضر اكتسب خلالها الكثير وتعرف عن قرب على الوسط الرياضي وبالتالي معرفة أفضل السبل التي تساهم في إعادة الأخضر نحو مساره قبل كأس العالم 2006.. ومن هذا المنطلق فإن الاستقالة تمثل ضربة قاصمة للأخضر كونها جاءت في منتصف الطريق تقريباً.. وسط برنامج الإعداد، شخصياً تعاملت مع سموه في مناسبتين وللأسف انهما لم تكونا أفضل مشاركات الأخضر وأعني كأس العالم 2002 ونهائيات آسيا الأخيرة.. وهما وبنتائجهما المخيبة للآمال كشفتا بالفعل أي نوع من الإداريين هو تركي بن خالد.. فقد تعامل مع الجميع بمثالية ومنطقية وأخلاق عالية جدا كسب بها احترام كل من تعامل معه..
اعرف ان هذه الصفات ليست كافية للنجاح.. لكنها بالتأكيد أحد أهم أسباب النجاح في منصب إشرافي عام ومع نوعيات مختلفة من اللاعبين بكافة فئاتهم.. ورغم ان الجميع كان ينتظر الكثير من سمو المشرف العام إلا ان الاستقالة قطعت الطريق أمام كل ذلك وجاءت لتعيد حالة اللا توازن التي عاشها الأخضر بعد كأس العالم الماضية.
لن أتحدث عن المرحلة الماضية أو برنامج الإعداد ولكنني أتمنى ان يستفاد من تجربة سموه الماضية بما يعزز فرص الأخضر في المرحلة الصعبة المقبلة التي في ظني انها أصعب مراحل المنتخب السعودي ربما طوال العشرين سنة الماضية.
وإذا ما أردنا أن نعيد الأخضر قوياً كما كان فيجب أن نتركه قليلا ونلتفت للدوري والأندية لإعادة وهج الدوري السعودي وقوته عبر اعادة تنظيم الدوري والمسابقات وغربلة الأندية ومساعدتها على حل مشاكلها وتجاوز الصعوبات العديدة التي تعانيها جل الأندية على المستوى الإداري وبالتالي المستوى المادي.. فلكي يكون لديك منتخب قوي يجب أن يكون لديك دوري قوي ولن تحصل على دوري قوي ما لم يكن لديك أندية منظمة من الداخل وتعمل وفق خطط وبرامج من المستويات السنية الدنيا وفي كافة الألعاب.. فحين كان الأخضر قوياً كانت الأندية كذلك وحين اهتزت الأندية أو الفرق السعودية انعكس ذلك على الأخضر.. على أي حال إعادة بناء الكرة السعودية وكما سبق وكتبت ذلك بعد كأس العالم الماضية يجب أن تتم من القاعدة أولا وبالتدريج حتى نحصل على منتخب قوي في النهاية..
لكن للأسف مضت تقريبا ثلاث سنوات على الاخفاق المونديالي ونحن تقريبا لم نتقدم خطوة واحدة على المستوى الداخلي وأعني المسابقات والأنظمة واللوائح التي تسير الأندية وبالتالي فلم نحصد شيئا حتى الآن..
ورغم كل ذلك فإن الأمل ما زال كبيرا في تدارك الوقت واعادة تقييم المرحلة الماضية واستخلاص السلبيات والايجابيات حتى ننتقل لمرحلة أخرى متقدمة وحتى يتوقف التراجع المخيف للأخضر الذي ظهر في كأس آسيا الأخيرة.. فالاستقالة ليست الحل ولن تحقق شيئا للأخضر لكن المطلوب تكاتف الجميع والعمل معاً وفق برنامج واضح ومدروس يشمل الكرة السعودية عامة لا المنتخب الأول فقط..
لمسات
** نحتاج إلى قرارات قوية لمصلحة الكرة السعودية بحيث يعاد تنظيم المسابقات وإعادة الدوري لنظام النقاط واستحداث مسابقة جديدة وباسم كأس خادم الحرمين الشريفين وتقليص المباريات ربما من خلال تقليل عدد أندية الدوري إلى عشرة.. وتقديم حلول حقيقية تعيد الحيوية للكرة السعودية وتمنح الأندية الوقت للعمل وصياغة كل ذلك وفق برنامج زمني واضح يساهم في إعداده كل المعنيين.
* * *
** إخفاقات الأندية السعودية امتدت حتى في دورة الصداقة.. وذلك أمام بدلاء الأندية المشاركة من الضيوف!
* * *
** العمل الجاري في الهلال حاليا يدعو لكثير من التفاؤل لعودة الزعيم بشكل مختلف هذا الموسم.. ولكي يكتمل ذلك فإن على الهلاليين إبعاد بعض الأسماء المعروفة التي باتت ماركة مسجلة على كل اخفاق ازرق!
* * *
** نتائجنا في أولمبياد أثينا حتى الآن هي صفر..!! والسبب اننا ما زلنا نعمل بنفس الأسلوب والطريقة منذ سنوات!
***
** بداية الغيث قطرة.. هذا هو لسان حال النصراويين بعد بطولة الأسد الدولية في سوريا.
* * *
** فاندرليم قال عند التعاقد معه انه سيعد المنتخب السعودي لكأس العالم 2006.. وفق برنامج إعداد معين.. وكل ما فعله أنه أعلن مواعيد مشاركات المنتخب السعودي ومواعيد مباريات الفيفا.. فقط.. هذا هو برنامج فاندرليم.. وللأسف اننا وافقناه على ما فعل واكتفينا بالمتابعة حتى وقعت الفأس في الرأس!
* * *
** قد يكون من الأفضل أن يتريث الهلاليون قليلاً في التعاقد مع مدافع أجنبي فربما لا يكون هناك حاجة إليه.. وتدعيم الوسط الأيمن بلاعب أجنبي ثان مع مارسيلو سيضيف إلى الفريق قوة أكبر!
|