يقول الزميل المحرر بمكتب الجريدة بمحافظة الزلفي (فرحة وصدمة في الزلفي) قالها وكتبها يوم الاثنين الموافق 30-6-1425هـ. نعم عزيزتي كتبها عندما تم افتتاح كلية التقنية بمحافظة الزلفي وتم ايقاف القبول بالمعهد الثانوي الصناعي.. لكل حادث حديث وكل شيء في وقته جميل.. نعم قالها هذه الأيام لأن الدراسة والقبول وهموم القبول في اشد توهجها، نارها مشتعلة هذه الأيام، الكل يبحث ويجري ويروح هنا وهناك من اجل ان يؤمن لابنه مستقبلاً فهذا يرغب الدخول في كلية طبية وآخر في كلية صحية وآخر في كلية عسكرية.. وهذا العام ولله الحمد توسعت الجامعات في افتتاح فروع لها وكليات خدمة وفي محافظة المجمعة وفي القريات وفي كل مكان كل ذلك من اجل القضاء على أوقات الفراغ لدى الشباب المتخرجين من الثانوية واتاحة الفرصة لأكبر عدد في الدراسة.. كل ذلك من اجل خلق جيل للمستقبل يكون لديه مهن ويفيد مجتمعه ويستفيد.. كل ذلك من اجل الالتحاق بركب التعليم وجعل الجميع متعلماً.. كل ذلك يعكس اهتمام هذه القيادة -حفظها الله ورعاها- بالمجتمع وخاصة فئة الشباب.. كل ذلك حتى لا يكون هناك عاطل بدون دراسة.. كل ذلك حتى يتم القضاء على الأمية بالكامل ويكون الجميع يحمل مؤهلات دراسية اقلها دبلوم.. كل ذلك حتى يخدم ابناء الوطن وطنهم.. كل ذلك حتى نصبح مجتمعاً متعلماً لا تجد من بيننا من لا يحمل مؤهلاً عالياً.. من هذا المنطلق. الكل يحرص على ان يلتحق ابنه او قريبه في احد هذه الصروح العلمية.. الحقيقة كان خبر افتتاح كلية للتقنية بمحافظة الزلفي خبراً سراً للجميع حيث انها سوف تستقطب الكثير من الشباب المتخرجين هذا العام ومن سبقهم.. وايضا افتتاح كلية تقنية وكلية المجتمع بمحافظة المجمعة أيضاً خبر الكل سر له والكل سعيد باضافة هذه الصروح التعليمية الى قائمة التعليم الفني والتعليم العالي بهذا الوطن المعطاء.. ولكن عندما قال الزميل داود الجميل.. (فرحة وصدمة) بالزلفي اقول من هنا بالارطاوية لا يوجد فرحة بل صدمة مستمرة في لحظة النجاح.. نعم هذه الحقيقة لا يوجد في سجلهم التعليمي سوى فرحة الحصول على شهادة الثانوية العامة من ثانوية الارطاوية او المراكز المجاورة من القاعية وام الجماجم ومشذوبة وحويمضة وجراب.. كل هؤلاء لا شك انهم عندما يحصلون على الثانوية يتطلعون لوجود اقرب كلية يلتحقون فيها حيث ان اقرب مدينة لهم الارطاوية.. ولكن الارطاوية لا يوجد فيها اي كلية سوى تقنية او غيرها وبعد التخرج يعاني هذا المتخرج من عدة اسباب تتحول بينه وبين اكمال الدراسة اما البعد او ظروف اسرية او اي عوائق أخرى تحول دون اكمال دراسته واهمها البعد عن مدينته ولا شك ان وجود كلية في المدينة يساعد الطالب وولي امره على تكملة دراسته حيث ان قرب الجهة التعليمية من مقر سكن الطالب يكون هو اقوىالدوافع التي تجعل الطالب يلتحق فيها.. اما عندما يتخرج ولا يكون امامه فرصة دراسة إلا في الرياض او القصيم او جدة او الظهران او أي مدن أخرى بعيدة وتجده يكون متردداً بين الدراسة او تركها وبالتالي يكون هناك طالب من غير دراسة ومن غير عمل وتكون النتيجة فراغاً والكل يعرف نتائج الفراغ السلبية.. سوف يكون هناك نسبة فراغ مرتفعة بين اوساط الطلاب في ثانوية الارطاوية والثانويات التي تجاورها لن تكون النسبة قليلة بل كثيرة.. يا ترى كيف سيكون حال الطالب حديث التخرج من الثانوية العامة.
. يا ترى كيف سوف يكون وضع والده عندما يفكر في مستقبله ويريده يتعلم.. يا ترى كيف سيكون وضع اسرته اذا كان يدرس في مدينة بعيدة في ظل المتغيرات التي طرأت على الحياة والتحولات السريعة وآثار المنحرفين عليه. سوف يفكر هل ولده يعود اليه باخلاقه التي عوده عليها ام يعود باخلاق أخرى.. هنا ولي امر الطالب يعيش ما بين أمرين احلاهما مر اما ان يبقى ابنه بدون تعليم ويكتفي بالثانوية فقط ويلتحق بأي وظيفة إذا توفرت او يتحمل بعده وهو لا يعلم مع من يروح ومع من يأتي أو ان تنتقل الاسرة بأكملها الى مقر دراسة هذا الابن ويضحون بالكثير من اجل تعليمه.. لقد تواردت عليّ الكثير من الافكار وأنا اكتب هذا التعقيب على مقالة زميلنا وكان أمامي مشهد حقيقي ما بين هذا الابن وابيه عندما أتى اليه مسرعا يحمل فرحة حصوله على الثانوية العامة ولكن الفرحة ما تمت الفرحة مغتالة لعدم وجود فرصة لتكملة دراسته بنفس مدينته الارطاوية.. لعدم وجود أي مجال دراسي قريب من مقر سكنه.. يا ترى أين يذهب هذا الابن هل يبقى اسير المنزل؟! هل ينضم الى قافلة العاطلين؟! هل ينضم الى فئة الساهرين الى الصباح؟! ام ينضم الى فئة المفحطين؟! لا يستطيع هو تهجين نفسه من وضع الى وضع آخر لأنه اعتاد على الجد والمثابرة والاجتهاد.. لانه وضع أمامه هدفاً يريد تحقيقه.. لأنه كبل نفسه بالكتب سنين طويلة وسهر من اجل الحصول على شهادة كان يصبو اليها.. كان يحلم فيها.. كان يتحدث عنها.. كانت هي هدفه الذي يريد ان يحصل عليه بعد توفيق الله. لم يكن يتوقع ان يعترضه عدم وجود كلية في منطقته.. أمانيه كان تحقيقها مرهوناً بتوفر هذه الكلية.. أمانيه كانت تتجاوز كل الأماني عندما يحصل على الثانوية.. أمانيه ان يخدم مجتمعه بعد حصوله على هدفه.. امانيه ان يضحي لهذا الوطن ويعيد جميله اليه بعد ان وفر له هذه الصروح التعليمية واستطاع تكملة دراسته.. يعلم ان المشوار طويل وان الألف ميل بدايته خطوة.. يعلم بأنها سوف تتحق بإذن الله.. اذا توفرت هذه الصروح التعليمية..عزيزتي اوصلي ندائه الى وزير التعليم العالي والى محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
مناور بن صالح الجهني
الأرطاوية - الجزيرة |