(بندر وبدور والصورة والبدلة)
اللواء - د. سعد عبدالرحمن الجبرين

صورة...
على الجدار معلقة...
بدلة....
فوقها رتبة...
بالنياشين مزينة...
البدلة على المعلاق...
تنتظر الفارس...
بس الفارس غاب...
رحل...
بيد الغدر رحل...
بيد الباغي انقتل...
راح وما رجع...
فارق أصحابه...
افقدوه أحبابه...
بس بدلته له مشتاقة...
ما تدري وش سبب غيابه...
وزوجته...
وولده وبنته...
بعد...
كلهم فقدوه...
من كثر ما حبهم حبوه...
زوجته...
تدري وين رحل...
تعرف أنه شهيد...
شهيد الدين ...
شهيد الوطن...
بس ولده وبنته...
مثلهم مثل بدلته..
ينتظرون عودته...
مشتاقين لطلته...
وحشتهم بسمته...
رقته وحنته...
وإلا ضحكته...
بندر قبل ما ينام يروح يم صورته...
وقدامها تقطر دمعته...
وينك يبه...
مشتاق لضمتك...
وقبل ما أنام لبوستك...
يبه...
ترى ذي عادتك...
أعرفك...
وفيّ ما تنسى عادتك...
وبدور...
قبل ما تنام تروح يم بدلته...
يبه وينك..
ما تغير شيء ببدلتك...
تعودت كل ليلة اتفقدها....
بالنياشين أزينها...
أعطرها...
ابخرها...
وينك يبه...
فقدتك..
وبدلتك فقدت ريحتك...
تذكر يبه...
قبل ما أنام أشم بدلتك...
أحضنها..
كله من محبتك..
بندر وبدور...
بالليل كل واحد منهم يدور...
بندر عند الصورة...
يحاكيها...
ينزلها ويقبلها...
وبدور عند البدلة...
تناظرها...
تتخيل (أبوها) لابسها...
تنزلها من المعلاق...
تتفقدها...
تعطرها وتبخرها...
ومن شوقها (لأبوها) تحضنها...
ينام بندر وبدور...
كلهم أمل...
يطلع في الصباح القمر...
يرجع أبوهم...
ويلبس بدلته...
ويركب نجدته...
وقبل ما يمشي...
يقبل بندر فوق جبهته...
وبدور يضمها بحضنه...
ويرويها من حنانه ورقته...
ترى ذي كانت عادته...
وكل صبح وهم ينتظرون عودته...
براءة طفولة...
اغتالتها عقول حقيرة...
اختطفته من وسطهم...
ورملت أمهم...
قلوب قست...
باعت دينها للهوى...
ضلت طريق الهُدى...
يتمت بندر وبدور...
وترى ما هم وحدهم...
يتمت ناس كثير...
الشيء الغريب...
والأمر المريب...
كيف يقدرون ينامون...يشربون ويأكلون...
وهم بيديهم يقتلون النفس الحرام....
لكنه...
الإجرام...
والهوى والشيطان...
بس بندر وبدور ما يعرفون...
كل يوم يتنظرون (أبوهم) يعود...
بس بكره يكبروا...
ويعرفوا...
و(بأبوهم) يتباهوا ويفخروا...
وحتى يجي بكره...
الله يكون بعونهم...
وأم تحملت يتمهم...
وصارت أبوهم وأمهم...