Tuesday 24th August,200411653العددالثلاثاء 8 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "القوى العاملة"

مذكرات متقاعد (19-20) مذكرات متقاعد (19-20)
في إمارة منطقة عسير
إبراهيم بن عبد الله الشريف

في عهد أميرها الراحل الشيخ تركي بن محمد الماضي- رحمه الله رحمة واسعة- انتدبت لتنظيم أعمال الإمارة الوظيفية والمالية، وبلغت هذه المدة مجتمعة أربعة أشهر، قمت خلالها بفتح ملفات للموظفين والأخوياء وفتح سجلات للتأدية، وكانت الغالبية العظمى من الأخوياء لا يملكون حفائظ نفوس ونسقنا مع الجوازات حتى تم استيفاء حفائظ النفوس، وتمكنت بموجبها من فتح ملفات لهم، وكانت الإمارات الكبيرة قبل استقلالها مرتبطة بوزارة المالية وبعد ان منحت صلاحية الاشراف على ميزانيتها اعطيت تبعاً لذلك صلاحيات من قبل وزير الداخلية، مما احتاج معه الوضع إلى بعث مندوبين من الوزارة لشرح الاجراءات وفتح سجلات.. الخ.
وقد قضيت في أبها البيهة أربعة أشهر وضاقت عليّ الارض بعد وفاة الشيخ تركي الماضي الذي ضرب أروع الأمثال في الحنكة والدراية والفراسة وكان - رحمه الله- يخرج قبيل كل مغرب إلى واد ذي مياه وخضرة ويصلي المغرب هناك مع صحبه، وبعد أن نستمع لأحاديثه وتجاربه ومرحه نعود إلى المدينة وينزلني في الضيافة وهي مقري الدائم هناك. وفي ذات مرة أوْلَمَ لنا في مرتع خصب تغطيه الاعشاب من كل جانب وأخذ يحدثني بحديثه الشيق وكان من جملة ما قاله مازحاً (عطونا شارع مزفت ونعطيكم هذه المنطقة الخضراء) رحم الله الشيخ تركي وأثابه فقد كان فراقه فجأة وبدون مقدمات:


وإذا حم القضاء على امرىء
فلا بريقيه ولا بحرُ

وقد فاتحني - رحمه الله- بنقل خدماتي للإمارة ولكنني وعدته بدراسة الموضوع. وكان من الرجال الذين اعتز بمعرفتهم ومزاملتهم العمل في الإمارة الأستاذ غازي وإبراهيم أبو مسمار وهليل بن بريك والاستاذ الكبير محمد بن زيد غفر الله للأموات منهم وأطال عمر الأحياء.
وسوف أمر على شيء من صفات الكرم هناك: فقد كان أمير وادي بن هشبل من أعيان مدينة الحريق ومن المخلصين للدولة وجاء إلى المدينة وأقسم ان اتغدى عنده الخميس القادم، وعندما ذهبنا إلى هناك بصحبة الزملاء المار ذكرهم في سيارة جيب تابعة للإمارة ونزلنا أمام قصر الإمارة إلا وقوبلنا باطلاق نار كثيف من قبل الرجال الذين اصطفوا للترحيب بنا، ونزلنا واكرمنا أيما إكرام، شكر الله سعي الأمير زيد الخثلان وغفر له ولوالديه وجزاه عني خيراً وإحساناً.. أما ظهران الجنوب فكان أميره ناصر بن محمد الهزاني وهو معروف بخدمته لموحد الجزيرة ومن بعده جلالة الملك سعود ثم فيصل وجاء إلى الإمارة يعزمنا وهيهات أن يقبل عذر وعندما دلفنا إلى مجلسه العامر المليء بالقنابل المفرغة التي كانت تأتي عن طريق اليمن يوم قام عبد الناصر بضرب المدن السعودية المتاخمة لليمن، رحم الله ناصراً وأثابه بالحسنى والمغفرة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved