Tuesday 24th August,200411653العددالثلاثاء 8 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

في لفتة كريمة وتجاوب سريع في لفتة كريمة وتجاوب سريع
الأمير عبد العزيز بن سعد يقود مساعي مصالحة بدأت بمشاجرة ورصاص وانتهت بالعناق والتقارب!
سموه لـ(الجزيرة ): مجتمعنا مجتمع مسلم تربطنا الأخوة والتسامح من شيم الكرام

  * حائل - عبد العزيز العيادة:
أشاد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة حائل بتجاوب الشيخ حمود بن منير الرمالي الشمري وتنازله عن حقه الخاص وحق ابنه المصاب إثر إصابته برصاصتين أثر شجار حدث بينه وبين بدر فهد الرمالي، وقال سموه في تصريح صحفي إن ماتم من سرعة تجاوب ونبذ الخصومة بين الاخوة حمود منير وفهد عياد الرمالي وابنائهم واشقائهم لهو دلالة على مكارم الاخلاق وسمو وكرم النفس وهي تجود بأغلى ماتملك. وأضاف سموه معبرا عن سروره بصفاء القلوب واجتماع الاخوة، مشيرا الى أنه لم يتدخل بهذا الموقف إلا لعلمه ويقينه من مآثر هؤلاء الاخوة واحتسابهم الاجر عند الخالق جل وعلا.وقال سموه ان التسامح من شيم الكرام وليس مستغربا أن يتجاوب الاخوة مع مساعي الخير واعرب سموه عن شكره للشيخ حمود الرمالي وفهد الرمالي على موقفهما الكريم كما شكر سموه الشيخ مطلق بن هتاش بن رمال والشيخ هجر بن هتاش بن رمال على سعيهما بالخير واهتمامهما بعودة المياه الى مجاريها ونبذ النزاعات التي تورث الفرقة، وقال سموه نحن شعب مسلم وتربطنا مع بعضنا روابط الاخوة وتنامي المبادرات الخيرة يجعلنا مجتمعاً اكثر قوة باذن الله.
وكان سمو الأمير عبد العزيز بن سعد وكما اوضح لنا الشيخ مطلق بن هتاش بن رمال قد قاد مساعي مصالحة قام بها مع بعض المشايخ لاحتواء الآثار التي ترتبت على النزاع الذي حدث بين شابين من قبيلة الرمال بدر فهد وبدر حمود انتهى باطلاق الاول رصاصتين تجاه اسفل بطن الثاني وذلك قبل خمسة اشهر وبفضل من الله ثم وقفة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد مع اهل المصاب ونقله على الفور بطائرة الاخلاء الطبي للعلاج بالرياض وبعد معاناة وغيبوبة واوقات عصيبة لوالده ووالدته وحالة يأس حزينة الا أنه فضل الله استعاد المصاب عافيته وتجاوب مع العلاج تدريجياً وكانت شعلة الضوء والامل التي اوقدها لهم سموه هي الوحيدة التي اضاءت سماء حزنهم ومنحتهم بارقة الامل خصوصاً وسموه كان متابعاً لحالة المصاب ودائم السؤال عنه. وبعد خمسة أشهر بدأ بدر يحرك قدميه ويسير بمساعدة العكازين فانفرجت اسارير الام المكلومة وبدأ الاب اكثر فرحاً الا أن القلوب لازالت معمرة بقنابل الثأر وكلما تجاوز المصاب مرحلة من مراحل الالم كانت الرغبة تتأجج نحو الانتقام حتى ردد المصاب امام مسمع عدد من رجال الخير الذين سعوا نحو الصلح انه ( لابد أن يشرب من دمه) حتى لو لم يخرج من السجن الا بعد عشرات السنين بل ان الأمر تطور بتدخل اخوة واقارب المصاب وتنافسهم على سرعة اخذ الثأر!!
ويقول الشيخ مطلق عندها لم يكن امامنا الا أن نذهب لسمو الأمير عبد العزيز بن سعد خصوصا وأياديه البيضاء كانت سبباً بعد الله في انقاذ حياة الابن بدر وبالفعل تجاوب سموه كعادته وأصر أن يقوم سموه بزيارة لمنزل والد المصاب بقرية الهرير ويلتقي به وابنه فما كان من الشيخ حمود بن منير الا أن تجاوب مع طلب الأمير وأظهر بجلاء مقدار ما تكنه المنطقة لسموه من وفاء واحترام ومحبة، وقال بصوت عال أنا وابني فداكم ياسمو الأمير والله لو كان متوفى لتنازلت اكراما لمواقف سموكم وشهامتكم الدائمة مع جميع ابنائكم واخوانكم بالمنطقة، وقال ياسمو الأمير ان لسموكم الفضل بعد الله في حياة ابننا ونحن رهن اشارتكم ومتنازلين عن حقنا ويعلم الله أن ما في قلوبنا بعد مجيء سموكم ولو مثقال ذرة من خصومة أو عداء مع الابن بدر فهد ووالده واقاربه ونعاهد سموكم بأننا سنبقى اخوة باذن الله.
وقال الشيخ هجر بن هتاش بن رمال هنا شعرنا أن شراً كبيراً قد انتهى وفترة عصيبة قد ولت بفضل من الله ثم حكمة وكرم سمو الأمير عبد العزيز بن سعد وقربه من الجميع ومبادلته للجميع الحب والوفاء وحسن الرعاية.. ومقابلتهم لسموه الكريم بالوفاء والتجاوب حتى في اشد المواقف فما كان منا بعد ذلك الا أن هيئنا لانفسنا الفرح والسرور ليس فقط بزوال ما يعكر صفو الاخوة وإنما فرحة بما خصنا به سموه من كريم مسعى وتشريفنا بهذه الزيارة فاجتمع الجميع في قلوبنا قبل منزلنا وكانت لحظات لا تنسى تمازجت فيها المشاعر واجتمع الاخوة وابناء العم فيها وسط تهاني الجميع وشكرهم لسمو الأمير عبد العزيز بن سعد على وقفته الكريمة وحسن رعايته لابنائه بالمنطقة.
من جانبه عبر عن سروره والد السجين الموقوف بالقضية والذي اطلق ابنه النار في لحظة طيش الاستاذ فهد بن عيادة بن رمال وقال ان تدخل سمو الأمير عبد العزيز بن سعد جاء كالغيث حيث ارتوت الارض وغسلت المياه كافة الاحزان والضغائن وعدنا بفضل من الله اخوة متحابين ولن يفرقنا باذن الله بعد اليوم أي امر. وأعرب عن شكره لسمو الأمير عبد العزيز بن سعد وقال: مهما نشكر سموه لن نستطيع ان نفيه حقه ولا كافة قادتنا وحكومتنا الرشيدة والتي افضالها علينا لاتعد ولا تحصى، كما شكر الشيخ حمود بن منير على فعله وشهامته وقال ان بفعله هذا قد رفع صيت القبيلة وجعلنا نفاخر به وهذا ليس مستغرباً منه وسأل الله أن يجعل هذا في موازين حسناته وقال ان توقيت هذا التنازل سوف يسهم ببناء مستقبل ابني حيث ان الدراسة على الابواب.
من جانبه عبر الشاب المصاب بدر بن حمود عن سعادته ونحن نقابله في منزله واقفاً بمساندة عكازين ويبدو بروح معنوية عالية وقال: والله لا أشعر تجاه اخي السجين حالياً فهد الا بمشاعر الاخوة ونسيت كل شيء بمجرد تدخل سمو الأمير عبد العزيز بن سعد وموقفنا هو اقل واجب تجاه كرم وحسن الرعاية الذي حظينا بها من سموه الكريم، وأضاف: كيف لا نتجاوب وسموه شلال من الكرم والاخوة والابوة الصادقة والحانية وأحمد الله أن أحياني لأشهد تجاوب أهلي مع مبادرة سموه، وهو يستحق منا أكثر من ذلك ولن نتأخر عن أي امر يدعونا له سموه الكريم وقادتنا الكرام.
وقبل أن نختم رصدنا لمشاعر كافة الاطراف التقينا بالشاب السجين بدر فهد الذي تحدث بنبرة الندم والحزن على لحظة الطيش وشكر الله ثم سموه الكريم والشيخ حمود بن منير والشيخ مطلق بن هتاش والشيخ هجر بن هتاش وكافة من سعى بالخير وقال وقفتكم جعلتني مولودا من جديد واعاهدكم بأن أكون ابنا بارا بكم واخا صادقا وقريبا من اخي بدر حمود وفي هذا المقام اشكره على كرمه ورجولته الحقه وموقفه الرائع وادعو الله أن يمكنني من رد الجميل له ولوالده ووالدته اللذين هما والدان لي وأشكر والدي الذي علمني دروساً كثيرة في هذا الموقف.
هذا وكان للشعر وقفة في هذه المناسبة حيث قال الشاعر مناحي خفيج العبد الله قصيدة بهذه المناسبة ومنها:


عبد العزيز بن سعد موفي الدين
نسل الحرار اللي تدمر خصيمه
أمير شهم من سلالة كريمين
صان العهد واخلص لارض كريمه
جمعت شمل كاد يصبح شتاتين
باسلوب واع واقتدار وعزيمه
جبرت مكسور وتطلق مساجين
طبقت شرع الله بردع الجريمه
نصرت مظلوم ونكلت طاغين
وساعدت مسكين بلفتة كريمه
مواقفك يامير شفناه بالعين
يادرع حايل ياسحابة وغيمه


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved